هوية بريس-متابعة كشف البرنامج التحقيقي "ما خفي أعظم" (2020/12/20) في حلقته "شركاء التجسس"، عن أدلة وتفاصيل حصرية بشأن عمليات اختراق هواتف نشطاء وإعلاميين للتجسس عليهم، من خلال ثغرات اختراق إلكترونية متطورة غير معهودة. وكانت أول مرة تم الكشف فيها عن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" عام 2016، وذلك عند الكشف عن ثغرة تم استغلالها من قبل برنامج تجسس متطور للغاية لاختراق هاتف الناشط الإماراتي أحمد منصور، وقد قاد هذا الاختراق إلى اعتقال منصور وسجنه حتى يومنا هذا. أما عن الطريقة التي اختُرق بها هاتف منصور، فيقول بيل مارزال الخبير في مختبر سيتزن لاب بكندا إن منصور كان يتلقى رسائل نصية قصيرة ارتاب منها لأنها كانت ترد من أرقام غير معروفة، وتمكن مارزال من التحقق من أن تلك الروابط كانت لغاية تثبيت برنامج تجسس على الهاتف. وقد تمكن فريق البرنامج من مقابلة المسؤول السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي ويليام بيني، والذي قال إن أي هاتف بمجرد ربطه بالإنترنت يصبح صاحبه معروفا في أرجاء العالم، فكل المفاتيح تلتقط عنوان "آي بي" (IP) الخاص بك، وما بين 2004 و2010 كان لديهم أكثر من 50 ألف برنامج مزروع في كل محول خادم وشبكة في العالم. وبخصوص مصدر هذا البرنامج، قال الخبير في الأمن السيبراني كوبر كوينتون إن برنامج بيغاسوس وُضع من قبل مجموعة "إن إس أو" (NSO)، وهي شركة تقنية في إسرائيل ويعتبر هذا البرنامج من أفضل ما أنتجته الشركة. واعتبر كوينتون أن إسرائيل من أكثر الدول تقدما في المجال السيبراني بالعالم، وذلك يعود بالأساس لكون الجيش الإسرائيلي يدرب أفراده على القيام بمثل هذا الاختراق، كجزء من خدمتهم العسكرية. "زيرو كليك" ولكن أبرز ما يميز هذا البرنامج هو تقنية "زيرو-كليك" (Zero-Click) أو اختراق الهاتف دون ضغط المستخدم على أي رابط مشبوه، وهي التقنية الأكثر تطورا في اختراق الهواتف والتجسس على مستخدميها دون أن يشعروا، كما أنها مكلفة جدا ويتجاوز سعرها 3 ملايين دولار. وتقول الشركة إن البرنامج موجه بالأساس لمكافحة ما أسمته بالإرهاب، ولكن الضحايا المستهدفين -بحسب الخبير البريطاني في الأمن جيك مور- كانوا نشطاء حقوق الإنسان وصحفيين وسياسيين وبعض الأثرياء، فمن يقف وراء هذا البرنامج يستهدف أشخاصا محددين. كما تكمن خطورة البرنامج في قدرته على اختراق أدق الخصوصيات، حيث كانت شركة فيسبوك اتهمت صراحة الشركة الإسرائيلية بقرصنة تطبيقها الشهير واتساب، والتجسس على مئات المستخدمين المستهدفين. وقد تؤدي عمليات الاختراق في نهاية المطاف إلى الاختفاء أو القتل، حيث قال يوسي ميلمان الخبير في الشؤون الاستخبارية الإسرائيلية إن الاختراق قد ينتهي بعملية قتل كما كان الأمر بالنسبة للصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي جمعوا معلومات عنه لمعرفة ماذا يقول وماذا يكتب، وفي النهاية تم قتله. وعلى مدى أشهر من التحقيق، تتبع "ما خفي أعظم" عمليات التجسس والاختراق، إذ أخضع أحد أجهزة الهاتف التي يستخدمها فريق البرنامج للمراقبة والرصد بالتعاون مع مختبر دولي مختص في رصد عمليات الاختراق اسمه "سيتزن لاب"، لتتبع أي اختراق محتمل، بعد أن استقبل فريق البرنامج على هذا الهاتف رسائل تهديد عدة. وبعد 7 أشهر من التتبع، تم رصد عمليات اختراق للجهاز، وتحديدا في 19 يوليوز الماضي. وبحسب خبير سيتزن لاب فإن الاختراق تم بواسطة برنامج بيغاسوس وبتقنية "زيرو-كليك". كما تم الكشف عن أن 36 صحفيا من صحفيي الجزيرة قد تعرضت هواتفهم للاختراق بواسطة البرنامج نفسه، أما الجهة التي كانت تقف وراء الاختراق فهي دولة الإمارات. الجزيرة