هوية بريس- محمد المكودي كتب عبد العلي الودغيري، أحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية بالمغرب، تدوينة على صفحته فيسبوك، بعنوان "العربية والإرهاب"، حيث نبه إلى أن هناك من يريد أن يربط بين العربية والإرهاب، بشكل مغرض. وذلك، لأن العربية، في نظر هؤلاء، تؤدي إلى فهم القرآن، وهذا يؤدي إلى انتشار الفكر الإسلاموي، وهذا يؤدي إلى الإرهاب. وهو ما يرفضه ذات المتحدث، ويدعو إلى مواجهته، حفاظا على العربية. وجاء في تدوينته: "منذ أن فقدت الشعوب العربية والإسلامية حريتَها واستقلالَها مع بداية الاحتلال الأوروبي، انهالت التهَمُ الثقيلة، التي لا حصر لها ولا عدّ، على اللغة العربية، كما انهالت على الإسلام دينًا وثقافةً وقيَمًا إنسانية. بل إن ذلك السيل من الاتهامات التي أصبحت كلُّها تتضافر من أجل جرّ الضاد إلى المقصلة، بدأ التمهيد له قبل الدخول الفعلي للاحتلال الغربي، عبر قوافل المستكشِفين والمستطلِعين والجواسيس والمتخفِّين تحت عباءة الاستشراق والبحث الأنتروبولوجي وغيره. وكان من أبرز عناوين تلك التُّهَم أن العربية تؤدي إلى فهم القرآن الذي يؤدي بدوره إلى توسّع الإسلام وسرعة انتشاره. وهذا ما عملت السياسة اللغوية التعليمية الفرنسية مثلاً على ترويجه بقوة منذ اللحظات الأولى. واليوم، بعد أن طفَت على السطح خلال العقدين الأخيرين أطروحةُ الإرهاب الإسلامي التي احتفى بها ساسةُ الغرب، وسار على خُطاهم كثيرٌ من ساسة العرب أيضًا، ظهر من بين أتباع تلك السياسة الكولونيالية القديمة/ الجديدة وأدواتها المصنوعة لتحطيم إرادات الشعوب الحرة، مَن يتطوَّع للترويج لتهمة جديدة ملائمة للمرحلة، تزعم أن العربية وسيلة من وسائل الإرهاب الإسلامي الذي كاد الجميعُ يسلِّم به. فبالعربية يتوسَّع الإسلام، ويكثر الإٍسلاميون و(الإسلامويون) الذين هم حاضنة الإرهاب. والتخوّف من العربية لم يعد يختلف عن التخوّف من القنابل الموقوتة والأسلحة الفتاكة". ثم أضاف: "لن نستغرب، في هذا الزمن الذي أصبحت فيه تهمة الإرهاب تلاحقُ العربية والتعريب، أن يأتي يوم قريب يجد فيه المتحدث في هذا الموضوع، أو الداعي إليه والمحرِّض عليه، نفسَه واقِفًا في قفص من أقفاص محاكم التفتيش الخاصة، للدفاع عن نفسه من تهمة مناصرة العربية، قبل أن يزجّ به في الزّنازين المظلمة، مع المجرمين واللصوص ومهرِّبي المخدّرات وتُجار السلاح، إن استطاعت هيئة الادعاء إثبات هذه التهمة الفظيعة عليه". وختم تدوينته قائلا: "فلنسارع، إذن، إلى قول كلمتنا والجهر بها، قبل أن يصدر ذلك القانون المشؤوم الذي يضم تهمة الانتماء للعربية والتحريض عليها، إلى بقية التهم الخاصة بالإرهاب، فنُمنَع بموجبه من مثل هذا الكلام الذي نقوله عادةً عن لغة القرآن والأمة".