لا أحد يستطيع أن يجيب لا منظمة الصحة العالمية ولا الوطنية يبقى الحل الوحيد هوالتعايش مع الوباء ومادام الوباء مايزال بيننا فالتعايش معه بات ضرورة لامناص عنها وأرى والله أعلم أن مسؤلية المجتمع ستبدأ من خلال محاولة إعادة الحياة إلى حالها الطبيعي بالتزام الناس بالإجراءات الوقائية وكلما زاد التزامنا بها كلما قلت فرص انتشار الوباء. إذا لا بد من التعايش مع كورونا بحذر لأنه أكثر واقعية من عبارة العودة إلى الحياة الطبيعية القديمة خصوصاً في ظل عدم وجود حلول فعلية تلوح في الأفق لانتهاء الوباء تمامافالأمور بعد كورنا ليست كماكانت قبلها وإنما تعايش وعودة لحياة جديدة حتى يهيئ الله تعالى أسباب العلاج " لقاح "أويرفعه سبحانه بففضله وإحسانه. والحال إذا بقي على ماهو مشاهد عندهاسيتحتم على جميع الناس في أنحاء المعمورة الإنخراط في واقع جديد وغير مألوف وسيصبح روتينا عاديا في المستقبل القريب. وعلينا أن نعي بعد مسلك الحجرالمنزلي أن مكافحة الوباء لا تعني الإغلاق وشل الحياة فقط بل هي أيضاعمل دؤوب وشجاعة لمواجهته بالعودة لمساجدنا وجميع القطاعات الحيوية والعمل والإنتاج مع الوعي والتقيد بالاجراءات الاحترازية. ويجب أن نكون في مجتمعنا معاول بناء لا هدم. وأملنا في الله كبير ثم في الساهرين على تدبير هذه الجائحة أن يجعلوا من أولى أولياتهم إعادة فتح أبواب المساجد في وجوه المشتاقين والمتعلقةر قلوبهم بها فلعل دعوة من أحدهم كفيلة برفع البلاء كمافي الحديث الصحيح من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (إنَّما يَنصر الله هذِهِ الأمَّة بضَعيفِها، بدَعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم). رواه النسائي، وعند الترمذي من روايةأنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كم من أشعثَ أغبر ، ذي طِمرينِ، لا يؤبَه له ، لو أقسمَ على اللَّهِ لأبَرَّه ) وأيضاعند احمدمن رواية أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما تُنصرونَ وتُرزقونَ بضعفائكم). قال الحافظ ابن حجررحمه الله: " قال ابن بطال: تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء، وأكثر خشوعاً في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا". وقال ابن القيم رحمه الله تعالى وفي الزاد: "فالصلاة أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ودفع مفاسد الدنيا والآخرة".