اضطر الرئيس الأميركي دونالد ترامب للجوء إلى المقر المحصن أسفل الجناح الشرقي من البيت الأبيض، بعد أن اقترب المتظاهرون المحتجون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، من أسوار مقر الرئاسة. وأجبر ترامب على النزول إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، وهو عبارة عن "قبو محصن تحت الأرض"، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، بعد أن اجتاز المتظاهرون يوم الجمعة الماضي حاجز أمنيا قبالة المقر الرئاسي. وقد أثار هذا الإجراء الكثير من التساؤلات بشأن طبيعة هذا المكان، ومتى يلجأ إليه الرئيس، ولماذا ومتى تم إنشاؤه، وهو ما نحاول الإجابة عنه في هذه السطور. ويعد مركز عمليات الطوارئ الرئاسية مخبأ يلجأ إليه الرئيس وكبار مستشاريه باعتباره المأوي الأكثر أمنا وتحصينا في حالة الطوارئ أو الكوارث، ويقع تحت الجناح الشرقي للبيت الأبيض. ولأن المبنى بالكامل تحت الأرض، فهذا لا يعني أنه منقطع عن العالم الخارجي، بل إنه مجهز بمركز اتصالات يمكن من خلاله لرئيس الولاياتالمتحدة ومستشاريه العمل فيه واتخاذ القرارت عن بعد. وقد تم تشييد أول مخبأ للبيت الأبيض خلال الحرب العالمية الثانية، من أجل حماية الرئيس الراحل فرانكلين روزفلت، وسط مخاوف من تعرض البلاد، لا سيما العاصمة واشنطن، لأي ضربات جوية من الخصوم. ويحتوي المكان على معدات اتصالات حديثة اتصالات، من بينها هواتف أرضية وشاشات عرض كبيرة وأجهزة تلفزيون، وذلك من أجل التنسيق مع الجهات الحكومية الخارجية في أوقات الأزمات والطوارئ. ويشرف على مركز عمليات الطوارئ الرئاسية ضباط من جهاز الحماية الخاصة المكلفين بحراسة الرئيس ومرافقته، ويقومون بالتأكد من جاهزيته للعمل بشكل دوري وفي أي لحظة. وخلال هجمات 11 سبتمبر عام 2001، أجلت قوة الحماية الأميركية عددا كبيرا من المسؤولين الكبار إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، من بينهم نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني، ومستشارة الأمن القومي حينها كوندليزا رايس. وفي ليلة 29 مايو الماضي، دخل الرئيس ترامب إلى القبو المحصن بعد أن أصبح المحتجون على مقتل فلويد، على مسافة أمتار من البيت الأبيض. وتسبب مقتل فلويد، وهو أميركي من أصل أفريقي، على يد ضابط في شرطة مدينة مينابوليس في ولاية مينيسوتا في 25 مايو الماضي، بموجة احتجاجات في مدن أميركية عدة، بما فيها العاصمة واشنطن. ووفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، فقد نقل الرئيس الأميركي إلى القبو المحصن وبقي هناك لمدة أقل من ساعة قبل صعوده إلى الطابق العلوي. وأشاد ترامب بقوة الخدمة السرية في اليوم التالي. وفي سلسلة سابقة من التغريدات، أعرب الرئيس عن امتنانه للخدمة السرية الخاصة بحمايته داخل مقره المحصن، مؤكدا أنه كان يشعر "بأمان تام" بينما كان المتظاهرون يتجمعون بالخارج.