هوية بريس – عبد الله مخلص تعقيبا على طلب تقدم به حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي لرئيس الحكومة من أجل إلغاء عيد الأضحى لهذه السنة بسبب انعكاسات جائحة "كورونا" في المغرب على المستوى الاجتماعي، قال الدكتور يوسف فاوزي "إن مقترح هذا الحزب اليساري مثال واضح على مستوى الجهل المخزي الذي يعانيه البيت العلماني المغربي، فحكم الأضحية في المذهب المالكي أنها سنة مؤكدة على المستطيع، أما الفقير وغير القادر فلا حرج عليه في تركها، فهي ليست فريضة كالصلاة والزكاة والحج والصيام، والثقافة المجتمعية للأسف تخلط بين السنة والواجب في الكثير من الشعائر". وأضاف الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير "من المعلوم أن التشريع الرباني تشريع حكيم، فالله سبحانه وتعالى لما شرع سنة الأضحية سنها لفوائدها الكثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر -ما يتعلق بوباء كرورنا- أن في شرائها تضامنا مع الفلاح وسكان البوادي الذين يتاجرون في المواشي طلبا للقمة العيش ومناسبة عيد الاضحى فرصة سانحة لهم للربح، فلماذا نحرمهم؟؟؟!!، وهناك الكثير من المهن الموسمية التي تنشط في مناسبة عيد الأضحى، تسترزق منها الكثير من الأسر المعوزة، وهكذا تكون العبادة رافدا من روافد الحركة الاقتصادية". كما وجه أنه "على هذا الحزب أن يعلم أن نسبة كبيرة من أهالي هذه البوادي ربما لم تستفد من صندوق الدعم للفئة الهشة في زمن وباء كورونا، فشراؤنا نحن القادرين للأضحية تضامن معهم". د.فاوزي كشف أيضا أن "في سنة الأضحية تحقيق للتوازن البيئي في استهلاك الثروة الحيوانية، وهذا أمر يجهله أيضا هؤلاء المساكين، ومن السنة ان يتصدق المضحي بثلث الأضحية على الفقراء والمساكين، وهكذا نحقق الجانب التضامني مع فقراء المجتمع، بدل حرمانهم من تعطيل شعيرة العيد". وفي ختام تدوينة له صفحته بالفيسبوك اعتبر المتخصص في العلوم الشرعية أن "الأولى أن يقدم هذا الحزب مقترحات عملية لمساندة الفئات الهشة بدل التركيز على الشعائر الدينية للمغاربة"، والأفضل "لمثل هذه الأحزاب أن (تدخل سوق راسها) فهناك مجلس علمي أعلى فيه علماء هم من يقومون المصالح والمفاسد وليس كل من هب ودب". تجدر الإشارة إلى أن الكاتب العام لحزب الطليعة أكد في تدخله أثناء اجتماع رئيس الحكومة مع مسؤولي الأحزاب غير الممثلة بالبرلمان، على أن أغلبية المواطنين لن يكونوا قادرين عل على اقتناء الأكباش، وحتى بالنسبة للقادرين على ذلك، من الأفضل المساهمة بمبلغها في صندوق دعم كورونا.