السبت 04 يوليوز 2015 للعام الخامس على التوالي، تقام صلاة التراويح والقيام بالمصلى الواقع بشارع وادي الرمان، حي الانبعاث، بمدينة سلا. المصلى الذي يتسع بحسب اللجنة التنظيمية لأكثر من 30 ألف شخص يشهد سنويا توافد حشود كبيرة من السلاويين، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، والعدد التقريبي للمصلين الوافدين على المصلى هذه السنة يناهز 12 ألفاً، ثلثهم من النساء، والعدد في تزايد مستمر عاما بعد آخر، مع ملاحظة ارتفاع الوافدين بشكل كبير في العشر الأخيرة من الشهر المبارك. وتسهر على إدارة المصلى لجنة تنظيمية مكونة من أكثر من 20 متطوعا، ويتولى الأستاذ جمال بنعكراش، المشرف على المصلى، التنسيق مع قراء من خارج سلا لاستقدامهم لإمامة المصلين وإحياء ليالي الشهر الفضيل بأصواتهم العذبة، وتنشط اللجنة في تهيئة المصلى بإعداد الفرش، ونصب مصابيح ضخمة لإنارة كافة أرجاء المصلى، وتنظيفه بشكل مستمر، وتدبير كافة شؤونه بما يضمن راحة المصلين، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية التي تقدم عونا كبيرا للجنة لتسيير شؤون المصلى. ويحرص المنظمون على استقدام مشاهير القراء لتمتيع المصلين بتلاواتهم الندية المعينة على تدبر على كلام الله تعالى، ومن بين هؤلاء القراء الشيخ رشيد إفراد، والشيخ عبد العزيز الكرعاني، والشيخ محمد إراوي، والشيخ مصطفى غربي، والشيخ معاذ الخلطي، وغيرهم من كبار القراء في المغرب. وقد أكد لنا الأستاذ جمال بنعكراش، المشرف على المصلى ومدير اللجنة التنظيمية، أن "أرضية المصلى تتم تهيئتها كل سنة بالتنسيق مع السلطات المحلية، وأن أعضاء اللجنة التنظيمية يشرعون في تهيئة الأرضية قبل حلول شهر رمضان بعشرين يوما، ويعملون يوميا من الساعة الرابعة عصرا إلى حدود الثانية بعد منتصف الليل، ويحرصون على تجهيز المصلى بكافة ما يلزم قبيل حلول الشهر الفضيل بثلاثة أيام"، مضيفا أن كثيرا من المواطنين "يتواصلون مع اللجنة باستمرار ليعرضوا المساعدة المادية والمعنوية، وهو ما يؤكد حب المغاربة لدينهم، وحرصهم الدائم على المسارعة إلى فعل الخيرات". وحول الإجراءات التي تقوم بها اللجنة التنظيمية لضمان راحة المصلين، قال الأستاذ عبد الواحد كرمان، نائب المشرف على المصلى وعضو اللجنة التنظيمية: "نحاول باستمرار أن نحسن من ظروف إقامة صلاة التراويح بهذا المصلى، والحمد لله أن كل سنة إلا ويكون التنظيم فيها أفضل من سابقتها، سواء من حيث تهيئة المصلى أو من حيث القراء الذين نستقدمهم لإمامة المصلين؛ والفضل في هذا كله لله سبحانه وتعالى، ثم للمحسنين الذين يساعدون على تزويد المصلى بما يلزم". وفيما يخص المعدات واللوازم الضرورية لإقامة الصلاة بالمصلى فإن اللجنة التنظيمية تحرص على اقتناء كافة المعدات الخاصة بالتصوير والصوتيات والإنارة، كما دأبت منذ أربع سنوات تقريبا على التواصل مع عدة منابر إعلامية لإيصال أصداء المصلى إلى خارج المدينة، وتم إنشاء صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تنشر اللجنة من خلالها صورا ومقاطع مرئية لمشاهير القراء الذين يحيون ليالي رمضان بالمصلى، حرصا منها على توثيق هذا الحدث الموسمي الكبير. ويجمع الوافدون على مصلى التراويح بحي الانبعاث بسلا على جودة التنظيم، وروعة الأجواء الإيمانية التي يعيشونها بصحبة قراء ذوي أصوات شجية، تخشع معها قلوبهم لكلام الرحمن، سائلين الله سبحانه أن يعين القائمين على هذا العمل المبارك، وأن يوفقهم لمزيد خير.