للبيت رب يحميه قبل أن تتحمل أمة محمد صلى الله عليه وسلم الرسالة وتكلف بالأمانة التي حملها الإنسان، وهذا ما حصل في حادثة الفيل حين هاجم أبرهة الكعبة حين لا إسلام ولا رسالة ولا تكليف، أما بعد البعثة وتأسيس دولة الإسلام فإن على المسلمين حماية كعبتهم ومقدساتهم، وإلا تعرض البيت للهدم والسرقة والتدمير، وتعرضت مقدساتهم للتدنيس، كما حصل في حوادث متكررة من بينها حادثة دخول القرامطة إلى الكعبة وسرقة الحجر الأسود وأخذه إلى بلادهم، فلم تنزل الطير الأبابيل ولا الحجارة السجيل. للبيت رب يحميه لكن بأسباب كونية قدرها الله عز وأمرنا باتخاذها وكلفنا بذلك وجعله ابتلاء لنا، وسيحاسبنا إن فرطنا أو تقاعسنا، كل بقدره ومقداره، إما بيده أو بلسانه أو بقلبه، كما قال تعالى {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} وكما قال تعالى {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء}. فالأمة مطالبة بالدفاع عن مقدساتها، وهذا من الواجب الكفائي الذي إذا قام به البعض سقط الإثم عن الكل وإلا أثمنا أجمعين. يجب على الدولة أن توقف هذا الاستهزاء بمقدساتنا، فليس من الحرية في شيء حرية سب الله ولا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان من العقل أن نحمي حقوق الناس فأعظم حق يجب أن نحميه حقهم المعنوي وكرامتهم الدينية وأن لا نعتدي على رموزهم ومقدساتهم! أنت كمواطن مغربي مسلم غيور لا بد أن تتبرأ إلى الله من هؤلاء وتعلن موقفك تجاه هذا العدوان الأثيم، شارك وانشر واستنكر، فهذا واجبك أمام الله وأمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.