السبت 30 ماي 2015 قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان": "لن ندع ولن نتهاون مع الألسن التي تتحدث عن أذاننا نحن المسلمين أن تمر مر الكرام، ولن نغض الطرف عن الخونة الذين قالوا إن الظلم بدأ في العام 1453 -تاريخ فتح اسطنبول (القسطنطينية سابقا)- وأن الأتراك ارتكبوا مذابح بحق الأرمن واليونانيين البونتيك". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، اليوم السبت، أمام حشد كبير من المواطنين، في فاعلية بمدينة اسطنبول، للاحتفال بالذكرى ال562 لفتح مدينة اسطنبول (القسطنطينية سابقا)، والتي يشارك فيها أيضا رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، ورئيس البرلمان "جميل جيجك"، ولفيف من المسؤولين والوزراء في البلاد. واستطرد الرئيس "أردوغان" قائلا: "ولن نعط فرصة لمن يحاولون إبعاد اسطنبول عن أن تكون مدينة يصدح فيها القرآن دون انقطاع في غرفة الأمانات المقدسة -في قصر طوب قابي-، مستمرون في تحدّ أولئك الذين يريدون إطفاء نور الفتح الذي يتوهج في قلب اسطنبول منذ 562 عاما، ولن نسمح بمرور من تسول لهم أنفسهم السعي لتقسيم هذه الدولة، وتمزيق شعبها". واستشهد "أردوغان" في كلمته ببعض آيات القرآن الكريم، وبالحديث النبوي الشريف الذي بشر فيه نبي الإسلام محمد صلّى الله عليه وسلّم بفتح القسطنطينية، وبفاتحها الذي قال فيه: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش". وبخصوص قضية تسريب أسئلة امتحانات الوظائف العامة عام 2010، التي يُتهم فيها موظفون في الدولة منتمين ل"الكيان الموازي"؛ قال الرئيس التركي: "لقد سرقوا أسئلة الامتحانات، وأعطوها لرجالهم، وهم بذلك سرقوا رزق أبناء هذا الشعب، واعترضوا طريق المساعدات التي أرسلناه لأخوتنا في سوريا؛ في إشارة لشاحنات هيئة الاستخبارات التركية التي كانت تنقل مساعدات إغاثية واعترضتها قوات الدرك في يناير 2014 – فهذه خيانة، وجاسوسية، سيدفعون ثمنها". واتهم الرئيس التركي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالسعي دائما لنشر الفتنة في تركيا، مشيرا إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تقوم بها هذه الصحيفة بهذا الأمر؛ "فكانت تكتب نفس الأشياء أيضا في العهد العثماني، ولا سيما في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. فهذه الصحيفة معروف عنها قربها من اللوبي الأرمني، ومؤخرا وطدت علاقاتها بالرجل الموجود في بنسلفانيا "في إشارة إلى فتح الله غولن". ويحتفل الأتراك خاصة، والمسلمون عامة في 29 ماي من كل عام، بذكرى فتح مدينة القسطنطينية كما كانت تسمى في الماضي (إسطنبول حاليًا)، تلك المدينة التاريخية التي استولى عليها السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453م، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.