هوية بريس – د.البشير عصام المراكشي نشرت كلاما أمدح فيه المنشغلين بالمشروعات العلمية والعملية النافعة بدلا من التفاهات وقيل وقال، فعلق أحدهم بما تراه في الصورة. وهذا تعليق مثالي في التعريف بالحالة النفسية والمعرفية للإنسان الفيسبوكي المعاصر! وهذه أبرز سمات هذا الإنسان: 1. سوء أدب في الخطاب، وعجز مرضي عن المخاطبة بالحسنى. يستوي في ذلك عنده الصغير والكبير، والعامي والعالم، والموافق والمخالف. 2. اتهام للنيات دون أدنى برهان (ما يدريه أنني أقصد ما ذكر؟ بل ذلك لم يخطر بالي عند كتابة المنشور أصلا، أقسم على ذلك بالله سبحانه!). 3. تضخم النقاش الفيسبوكي الخاص ببيئة معينة في زمن معين، في نفس الإنسان الفيسبوكي، إلى درجة تغطيته على الموضوعات كلها، وإلى حد توهم أن الناس كلهم في العالم كله منشغلون بهذا الموضوع وحده. والحال أن الموضوعات التي تهم المسلمين كثيرة ومتشعبة جدا. 4. العجز عن تصور المسائل العلمية التي يخوض غمارها تصورا صحيحا (لا أحد حلل الربا، وليس هذا محل النزاع أصلا!)، ومع ذلك فهو يخوض غير مبال بقوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم). 5. تصور الواقع محصورا في صفحات الفيسبوك، فما ليس موجودا فيها لا يمكن عنده أن يوجد في الواقع (لأنني لم أنشر بعد أي كلام في هذا النقاش، فمعنى ذلك عنده أنني غير مهتم به! والحال أنني اطلعت على كلام الشيخ الريسوني قبل أن ينتشر وحين كان ما يزال محصورا في دائرة ضيقة جدا، وراسلت الشيخ مباشرة بتعليقي واستشكالاتي على كلامه، ولا أزال أنتظر رده قبل الحديث في الموضوع على العام. كما أنني أفتيت من سألني في الموضوع – وعددهم كبير – واطلعت على جل ما كتب أو قيل فيه. لكن هذا كله عند الإنسان الفيسبوكي في حكم العدم، لأنه يريد من الشيخ أن يكون مثل الناطق الرسمي باسم حزب من الأحزاب: يعلق على كل شيء، بما لا فائدة فيه غير مضغ الكلام!) 6. السرعة في التعليق والرد، وفي توقعهما من الآخرين. ومن تريث في ذلك، لأن المسألة العلمية والفكرية لا تبحث بالرأي الفطير، استحق عنده الذم! والحال أن هذا الإنسان الفيسبوكي، سينصرف غدا أو بعده إلى موضوع آخر، لأن همه التنقل، لا تحرير المسائل وتثبيت أصولها. هي ظاهرة مرضية، ننبه دائما على خطورتها، ولكننا نعلم أن من تربى في الفيسبوك بدلا من موائد العلم والفكر، فإن رجوعه عن هذه الخصال صعب جدا!!