الأحد 17 ماي 2015 أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة تنفيذ أحكام الإعدام بحق ستة مصريين فيما يعرف بقضية عرب شركس، معربًا عن استنكاره الشديد أيضًا لإصدار حكم بالإعدام في حق العلامة الإمام الشيخ يوسف القرضاوي، والرئيس المصري الشرعي المنتخب الأستاذ الدكتور محمد مرسي، وفي حق ما يزيد عن مائة مصري آخرين، كما شملت الأحكام شهيدين فلسطينيين وسجينا في سجون الاحتلال منذ 1996!!! واعتبر الاتحاد في بيان له أن ذلك من الاستهانة الخطيرة بالأرواح والقيم الإسلامية والإنسانية. وطالب قادة العالم الإسلامي والمنظمات الحقوقية بمنع هذه السلسلة الخطيرة من الازدراء بكرامة الإنسان وحقوقه في الحياة والحرية، وكذلك أهاب بأحرار العالم أن يكون لهم موقف مؤثر ضد هذه الانتهاكات الشائنة لحقوق الإنسان. وحذر البيان من أن هذه الأحكام الجائرة تضر بمصر العظيمة، وتزيد الفرقة والمشاكل لشعب مصر وتدفع بالشباب إلى دوائر العنف المختلفة. وفيما يلي نص البيان: "الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد… فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد هاله قيام سلطة الانقلاب العسكري اليوم بإعدام ستة من شباب مصر وقبلهم مصري آخر، لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش الكريم بحرية وإرادة وكرامة وعدالة، ثم انطلقت الأحكام القضائية الجماعية الصادرة بالجملة بالإعدام في حق الأحرار الثوار المصريين حتى طالت علامة عصره الإمام يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في قضية لا نعلم من أين أتى القضاء المسيس بعلاقة للشيخ بها -إن كانت هناك قضية من الأساس-، وكذلك الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وما يزيد كذلك عن مائة مواطن آخر، إضافة إلى الحكم على شهيدين فلسطينيين استشهد الأول عام 2008م والثاني عام 2014م وسجين بسجون الاحتلال منذ عام 1996م، بما يعتبر انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان وللحريات العامة في مصر وينذر بكوارث سياسية واجتماعية ليس على مصر وحدها وإنما على المنطقة بالكامل، ما يستوجب تدخلا عربيا وإسلاميا لوقف هذا الهراء الذي تمارسه سلطة الانقلاب لتحقيق مصالح وأطماع شخصية زائلة لا تستفيد منها مصر ولا المصريين أنفسهم. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه الأحكام الخطيرة، يؤكد على ما يلي: 1- يندد الاتحاد بتنفيذ سلطة الانقلاب أحكام الإعدام بحق ستة من شباب مصر اتهموا سياسياً فيما يعرف بقضية عرب شركس، ويؤكد أن إراقة الدماء حرام، ويحذر من إراقتها بالباطل وبلا أي وجه حق، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة. 2- يرى الاتحاد أن المؤسسات في مصر مختطفة من قبل سلطة الانقلاب العسكري ومن بينهم الأزهر ودار الإفتاء والقضاء والإعلام والجامعات وغيرهم، ما ينذر بكارثة حقيقية من تورط هؤلاء جميعاً في دماء الأبرياء، حيث لا استقلالية لأحد الآن على أرض مصر. 3- يستنكر الاتحاد ويدين بشدة صدور حكم قضائي في حق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- ويصف الحكم بالمسيس والخطير. 4- ويستنكر كذلك إصدار أحكام بالجملة بالإعدام في حق الرئيس المصري المنتخب والمختطف الدكتور محمد مرسي، وفي حق ما يزيد عن مائة مواطن مصري بلا أي وجه حق أو جريمة ارتكبوها. 5- يطالب الاتحاد العالمي قادة العالم الإسلامي والعربي، والمنظمات الدولية والحقوقية، التدخل لدى سلطة الانقلاب لإيقاف إصدار أو تنفيذ أي كم بالإعدام في حق الأبرياء في مصر وبخاصة أن هذه السلطة تجرم في حق مصر و المصريين، وأنها ترتكب جرائم في حق كرامة الإنسان المصري وتنتهك حقوقه في الحرية والحياة. 6- يهيب الاتحاد بأحرار العالم أن يشكلوا جبهة في وجه الظلم، وأن يكون لهم موقف مؤثر ضد هذه الانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان، والتي تحدث في مصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013م وحتى اليوم. 7- يحذر الاتحاد من أن هذه الأحكام الجائرة سوف تضر بمصلحة مصر والمصريين، وتزيد من حالة الفرقة التي بدأت مع الانقلاب وارتفعت وتيرتها كذلك، وأن كل ذلك يدفع بالشباب إلى العنف حيث لا طريق لهم بعد انسداد طرق الحياة والحرية في وجوههم، وندعو الله أن يحفظ مصر والمصريين من الانزلاق إلى الفتن. 8- يطالب الاتحاد جميع القوى الثورية في مصر بتوحيد الجهود، ونبذ الفرقة، والاجتماع على المبادئ التي تحفظ حق الشعب المصري وثورته، وحق شهدائه ومصابيه ومطروديه، وحقه في إعلاء إرادته وكرامته، وفي حياة كريمة متقدمة. "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" (سورة إبراهيم؛ آية 42)".