مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2025    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    ذكرى عودة محمد الخامس من المنفى: مناسبة لاستحضار أمجاد ملحمة بطولية في مسيرة الكفاح الوطني لنيل الاستقلال    مفاجأة جديدة في تعيينات ترامب.. روبرت كينيدي المشكك باللقاحات وزيرا للصحة الأمريكية    وليد الركراكي: المباراة أمام الغابون ستكون "مفتوحة وهجومية"    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب            الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    10 قتلى على الأقل بحريق في دار للمسنين في إسبانيا    التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا        زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا        وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    النيابة العامة وتطبيق القانون    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    دراسة حديثة تكشف ارتفاعا كبيرا في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023        "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد دحلان.. من معول هدم في فلسطين إلى انقلابي إقليمي (بروفايل)
نشر في هوية بريس يوم 31 - 12 - 2019

لم يكتفِ محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة "فتح" الفلسطينية، بتاريخه الذي لا يسر في بلاده؛ بل اتجه بعد أن طردته قيادته، كي يعمل أداة تخريب، "لمن يدفع له" في المنطقة.
وتلاحق كل من تركيا وفلسطين، "دحلان" بعدة تهم أبرزها، القتل والفساد والتجسس الدولي والضلوع بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو 2016.
فقد أدرجت وزارة الداخلية التركية، في 13 ديسمبر الجاري، "دحلان" المقيم حاليا في دولة الإمارات، ضمن "القائمة الحمراء"، وهي أخطر قوائم الإرهابيين المطلوبين في البلاد.
ويتهمه القضاء التركي، بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، ومحاولة تغيير النظام الدستوري بالقوة، و"الكشف عن معلومات سرية حول أمن الدولة لغرض التجسس"، و"قيامه بالتجسس الدولي".
أما في بلاده، فقد أصدر القضاء الفلسطيني ضده، أحكاما بالسجن، ويعمل قسم الشرطة الدولية (الإنتربول) في السلطة الفلسطينية، على إلقاء القبض على مجموعة من الفلسطينيين المتهمين بالفساد والهاربين خارج فلسطين، دون تسميتهم.
وتواردت أنباء لم تؤكدها السلطة الفلسطينية أن "دحلان"، من بين تلك الشخصيات.
** رئاسته لجهاز "الأمن الوقائي"
بدأ محمد يوسف دحلان (58 عاما) المولود في مخيم خانيونس للاجئين بقطاع غزة، حياته السياسية ناشطا في حركة "فتح"، التي كان يتزعمها في ذلك الوقت، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ومع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، إثر توقيع منظمة التحرير الفلسطينية، اتفاق أوسلو للسلام مع إسرائيل، ترأس دحلان جهاز "الأمن الوقائي"، في قطاع غزة.
واتهمت القوى الفلسطينية المعارضة لعملية التسوية مع إسرائيل، وخاصة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، دحلان، باعتقال وتعذيب آلاف من عناصرهما، بتهمة ممارسة العمل المقاوم ضد إسرائيل.
كما مارس "التنسيق الأمني"، مع الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث كان يزود تل أبيب بمعلومات عن الفصائل الفلسطينية، ومقابل ذلك كان يحظى بالكثير من المميزات، والتسهيلات.
وامتدادًا لذلك، أقام الرجل علاقات قوية بزعماء سياسيين وأمنيين إسرائيليين، من خلال عمله على رأس جهاز أمني.
وشارك دحلان، في فرق التفاوض مع إسرائيل، ومنها مفاوضات القاهرة عام 1994، ومباحثات كامب ديفيد الثانية عام 2000، وقمة طابا عام 2001.
** اتهامات بالفساد
فصائل المعارضة الفلسطينية، عادت واتهمت دحلان، بالتورط في عمليات فساد وكسب غير مشروع، من خلال استغلاله مناصبه بالسلطة الفلسطينية.
ففي عام 1997، نُشرت تقارير كشفت أن 40% من الضرائب المحصلة من رسوم معبر "كارني" التجاري الواصل بين غزة وإسرائيل، والمقدرة بمليون شيكل شهريا (أكثر من ربع مليون دولار) كانت تحول لحساب دحلان الشخصي.
وبحسب تقارير صحفية، فقد قدرت ثروته منتصف عام 2005، ب 120 مليون دولار.
** الانقلاب على عرفات
رغم أن دحلان يدين بنفوذه للزعيم الراحل ياسر عرفات، الذي عينه مسؤولا في السلطة، إلا أن الأول انقلب على رئيسه، وحاول إزاحته من المشهد الفلسطيني، بالتواطؤ مع إسرائيل والولايات المتحدة.
فقد ناصبت واشنطن وتل أبيب، العداء لعرفات إثر دعمه لانتفاضة الأقصى (اندلعت نهاية عام 2000)، ورفضه الاقتراحات الأمريكية لإنجاز حل سياسي "نهائي"، اعتبره الزعيم الفلسطيني، لا يلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية.
بدأت محاولات إزاحة عرفات تأخذ طابعا علنيًا عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، وفرض إسرائيل حصارا عسكريا على مقره عام 2002 مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، استمر لثلاث سنوات.
حاول دحلان آنذاك التسويق لنفسه كبديل للرئيس عرفات، وبدأ يوجه انتقادات علنية للأخير ويتهمه بالاستبداد بالرأي، كما طالب بحقيبة وزارة الداخلية، والمسؤولية عن جميع أجهزة الأمن الفلسطينية، وهو ما رفضه عرفات.
وفي عام 2003، وافق الزعيم الفلسطيني (المحاصر في مقره برام الله)، تحت ضغوط أمريكية وأوروبية شديدة على تعيين رئيس وزراء، كان وقتها محمود عباس (الرئيس الحالي).
قدم عرفات تنازلات إضافية، تم بموجبها تعيين دحلان، وزيرا للشؤون الأمنية، لكن هذه الحكومة، لم تعمّر طويلا، بسبب "تدخلات" عرفات، بحسب عباس الذي سرعان ما قدم استقالته.
وفي العام 2003، نشرت وسائل إعلام، نص رسالة مزعومة من دحلان إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، آنذاك، شاؤول موفاز، تضمنت خطة للتخلص من عرفات، لكن لم يتسن التأكد من صحتها.
وفي العام 2004، حدث تطور غير متوقع، حيث نظّم دحلان مظاهرات مسلحة، في قطاع غزة، ضد الرئيس عرفات، للمطالبة بما تم تسميته ب"تنفيذ إصلاحات".
وخلال المظاهرات المسلحة، أحرق مسلحون مقرا للشرطة الفلسطينية في قرية الزوايدة، واحتلت عناصر من "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة "فتح"، مقر محافظة خان يونس لخمس ساعات، وحدث اشتباك بين مسلحين ومكتب جهاز الاستخبارات العسكرية في مدينة رفح.
وفي ذلك الوقت، قال دحلان لصحيفة "الحياة" الصادرة من لندن، ردا على الاتهامات بأنه المحرك لتلك المظاهرات: "هذا شرف لا أدّعيه (..) الهبّة الجماهيرية المطالبة بالإصلاحات جاءت بعد عشر سنوات من المطالبات المتكررة بأن تنظر القيادة الفلسطينية إلى مصالح الشعب بعيدا عن الاتهامات المسبقة".
وفي نهاية ذلك العام، وتحديدا في 11 نوفمبر (2004) توفي الرئيس عرفات، لأسباب ما تزال مجهولة، حيث لم تعلن نتائج التحقيقات حتى الآن.
** من قتل عرفات؟
يتهم الفلسطينيون إسرائيل باغتيال الزعيم الراحل عرفات، عبر دس السم له بطريقة ما، لكن اللجنة المكلفة بالتحقيق في ملابسات وفاته الغامضة، لم تتوصل بعد لدليل قاطع.
ورغم عدم إعلان فلسطين رسميا عن نتائج التحقيقات في الوفاة الغامضة، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ألمّح في 13 مارس 2014 إلى مسؤولية دحلان عن ذلك.
وقال عباس وقتها في خطاب أمام المجلس الثوري لحركة "فتح"، عقب سرده اتهامات لدحلان بالمسؤولية عن اغتيال 6 قيادات فلسطينية: "لدي سؤال أسأله الآن: من الذي قتل ياسر عرفات؟".
وأضاف عباس: "أنا أعتقد أنها ليست إثباتات، وإنما شواهد تستحق أن ينظر إليها (..) من الذي وصّل السم إلى ياسر عرفات؟ خصوصا أنه بعد المظاهرات (بداية 2004) جاء (دحلان) يعتذر (لعرفات) وباس (قبّل) يده من أجل أن يغطي شيئا".
** اغتيال 7 قيادات فلسطينية
وفي ذات الخطاب السابق، قال الرئيس عباس، إن المفصول دحلان، مسؤول عن اغتيال 7 من القادة الفلسطينيين، بينهم صلاح شحادة، القيادي البارز في حركة "حماس" عام 2002.
ومن بين هؤلاء القادة، رئيس التلفزيون الفلسطيني سابقا هشام مكي، ومحمد أبو شعبان، وأسعد الصفطاوي، وخليل الزبن، ونعيم أبو سيف، وخالد محمود شحدة (قادة بحركة فتح).
وذكر عباس أيضا معلومات حول علاقات دحلان بقيادات إسرائيلية وتخابره مع إسرائيل، منها وجود خلية تابعة له تتجسس على منظمة "حزب الله" في الجنوب اللبناني، وأخرى في سيناء للتجسس على حركة "حماس".
وسرد عباس أحداث ومواقف ضد دحلان، منها طلب رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان، من جبريل الرجوب الذي كان قائدا للأمن الوقائي بالضفة في حينه عدم تلبية أي دعوة لدحلان لشرب القهوة.
** اغتيال صلاح شحادة
كما اتهم الرئيس عباس، في ذات الخطاب، دحلان، بالمشاركة في اغتيال القائد صلاح شحادة، أحد مؤسسي حركة حماس، ومؤسس جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام.
وقال عباس خلال كلمته آنذاك: "في المحاولة الأولى لاغتيال صلاح شحادة جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق.. وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فذهب دحلان للخارج وقال بالحرف الواحد: ابن (..) نفد (ترك) البيت قبل لحظة واحدة".
واغتالت إسرائيل، القيادي "شحادة" في 23 يوليوز 2002، بإلقاء قنبلة على المنزل الذي تواجد فيه في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 18 فلسطينيا، بينهم 8 أطفال.
** فوز حماس بالانتخابات
بعد وفاة عرفات، وتولي الرئيس الحالي عباس، مقاليد السلطة، تم تعيين دحلان، وزيرا للشؤون المدنية، لكن فوز "حماس" بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، أربك خططه، بعد أن شكلت الحركة الفائزة الحكومة الفلسطينية.
اتهمت حماس، دحلان، الذي كان ينظر له على أنه قائد حركة "فتح" في قطاع غزة، والمسؤول عن الأجهزة الأمنية فيها، بتنفيذ مخطط أمريكي، يهدف إلى إسقاطها وإفشال تجربتها في الحكم، عبر إحداث قلاقل وفلتان أمني.
** خسارة "فتح" في "غزة"
وتقول "حماس" إن دحلان، شكّل في سبيل تنفيذ خطته لإفشال حكمها "القوة التنفيذية لحركة فتح"، التي قامت بعمليات اختطاف لعناصر من "حماس"، وتعذيبهم و"قتلهم على الهوية".
ومع تزايد التوتر الأمني، بين حركتي "فتح" و"حماس" منتصف عام 2007، اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين، انتهت بسيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة.
وألقى قادة في حركة "فتح" باللائمة على دحلان، لخسارة الحركة، القطاع، نظرا لكونه المسؤول عن الحركة فيه، وقائدا للأجهزة الأمنية.
** فصله من حركة "فتح"
على خلفية قضايا جنائية ومالية، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح، في 12 يونيو 2011، فصل "دحلان" وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة.
كما قررت اللجنة، إحالة دحلان إلى القضاء لمحاكمته في عدد من "القضايا الجنائية والمالية وقضايا أخرى، حسب ما ورد في تقرير لجنة تحقيق خاصة معه".
وكانت مصادر من حركة "فتح"، قالت إن من بين التهم الموجهة لدحلان "التخطيط لتجنيد خلايا عسكرية في الضفة الغربية للسيطرة على زمام الأمور".
وفي 3 يناير عام 2012، تم رفع الحصانة البرلمانية، عن دحلان، بقرار من الرئيس محمود عباس، وفي 14 ديسمبر 2016، اعتبرت محكمة مكافحة الفساد، دحلان، فارا من العدالة.
وأصدرت المحكمة الفلسطينية بحق دحلان آنذاك حكما بالسجن لمدة 3 أعوام، وطالبته بإعادة مبلغ 16 مليون دولار إلى خزينة السلطة.
كما وجهت المحكمة لدحلان تهمة الاختلاس، خلال توليه منصب منسق الشؤون الأمنية للرئاسة الفلسطينية.
** أخطبوط المؤامرات
عقب فصله من الحركة عام 2011، أقام دحلان في دولة الإمارات، ويرجح أنه يعمل مستشارا للشيخ محمد بن زايد، ولي عهد إمارة أبو ظبي، الحاكم الفعلي للدولة.
ولا يعرف بالضبط ماهية أنشطة دحلان، لكنّ العديد من التقارير تشير أنه يعمل "أداة" للإمارات ولأطراف دولية، تسعى من خلاله إلى زعزعة استقرار بعض الدول، بالإضافة لعمله في تجارة السلاح.
ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تحقيق لها عام 2017، دحلان بأنه "قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الأوسط".
وتحدثت الصحيفة عن دوره في "تخريب ثورات الربيع العربي ومحاصرة الإسلاميين"، وأشارت إلى أن تحركاته في المنطقة تحظى بدعم "سخي ورعاية من محمد بن زايد".
وذكر التحقيق أن دحلان يقوم بالعديد من المهمات في المنطقة، ومنها أنه قابل خلال السنوات الأخيرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرات عدة، وشارك في مفاوضات بالخرطوم لبناء سدّ على النيل، وساهم في تأسيس حزب معارض سوري جديد في القاهرة، وتواصل بشكل سري مع فاعلين سياسيين تونسيين في المرحلة الانتقالية.
وأوضحت الصحيفة أن دحلان يحظى بمعاملة كأنه أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات، حيث "تفتح له السفارات الإماراتية، قاعة الشرف في المطار ويستقبل بسيارات الليموزين".
وحسب لوموند، فإن لدى دحلان شركة أبحاث في أبو ظبي تُسمّى "الثريا"، وهي مركز دراسات اقتصادية، ضمن سلسلة مؤسسات يمارس من خلالها أنشطته، وتنقل عنه قوله إنه يملك مكتبًا في أبوظبي وآخر في القاهرة وثالث في أوروبا.
وتشير الصحيفة إلى أن العلاقة الوثيقة بين دحلان والإمارات تسببت بإحداث توتر في علاقات فلسطين مع أبوظبي.
** دعم حفتر بالسلاح والمرتزقة
تتحدث الكثير من التقارير، عن تنفيذ دحلان لمهمات سرية لدى اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، حيث يمده بالأسلحة والمرتزقة، بدعم من دولة الإمارات.
وذكرت "لوموند" في تحقيقها (عام 2017) أن دحلان هو "أحد الفاعلين في مجال نقل الأسلحة الإماراتية لمعسكر خليفة حفتر".
وتوضح لوموند أن دحلان يستغل علاقاته الوثيقة مع صربيا، والجبل الأسود، لخدمة حفتر، حيث يتم شراء الأسلحة الموروثة منذ الحرب الأهلية التي شهدتها المنطقة في التسعينيات، وتجد طريقها إلى ليبيا.
وقالت لوموند: "خلال 2015 أقلعت ما لا يقلّ عن ثمان طائرات محمّلة بالأسلحة من صربيا إلى أبوظبي، هل كان من الصدفة أن يسافر حفتر نفسه إلى بلغراد في يونيو (حزيران) من العام نفسه؟".
ثم تطرح لوموند سؤالا آخرا: "هل أعيد تصدير بعض تلك الأسلحة إلى ليبيا تحت إشراف دحلان؟".
وعن المرتزقة، تنقل لوموند عن الأمم المتحدة تأكيدها أنهم يتدفقون لمؤازرة حفتر، خاصة من إقليم دارفور في السودان.
وتشير الصحيفة إلى أن دحلان ليس ببعيد عن ذلك، إذ وفقًا لأحد قادة الجماعات المتمردة في السودان رفض الكشف عن نفسه للوموند، فإن دحلان اقترح عليه عقد لقاء عام 2016.
وتقول "لوموند" إنها طالعت تسجيلا منشورا على يوتيوب، يظهر رجل مقرّب من رئيس الحكومة الليبية الأسبق محمود جبريل، ينصح زعيم مليشيات بطلب "مساعدة دحلان"، مؤكدا أنه "هو رجل الإمارات الذي يوفر الأسلحة لحفتر".
كما أن لدحلان، علاقة ب"عارف النايض (57 عامًا)"، وهو سفير ليبي سابق لدى أبوظبي، الذي تطرحه الإمارات، كبديل لخليفة حفتر، أو كواجهة مدنية لحكم عسكري، بحسب مراقبين.
** باع السلاح للقذافي
وكان الرئيس الفلسطيني، عباس، قد اتهم في خطابه الذي تمت الإشارة له سابقا (في 13 مارس 2014)، دحلان بشراء السلاح من إسرائيل لصالح سيف الإسلام القذافي خلال الثورة الليبية، وأخذ "عمولة" مالية مقابل ذلك.
يذكر أن دحلان، نفى في تصريح متلفز هذا الاتهام، وقال ردا عليه: "أنا الذي جئت بأموال من القذافي، ومن سيف الإسلام، ولكن للشعب الفلسطيني، وليس لطلبات شخصية كما تفعل (مخاطبا الرئيس عباس)".
وفي سياق متصل، نشر الموقع الإخباري الإلكتروني "ميدل إيست آي" في أكتوبر 2017 رسالة مسربة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر أنها نظرت أواخر عام 2012 في مدى تورط دحلان مع سيف الإسلام القذافي في أفعال وصفتها ب"الفظيعة" أثناء الاحتجاجات على حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وكشفت الرسالة أن المدعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، طلبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المساعدة الرسمية في إطار تحقيقات المحكمة في أحداث ليبيا.
وقد رفض ناطق باسم الجنائية الدولية التعليق على محتوى الرسالة المسربة.
** ضد الثورة في مصر وتونس
وتوضح الصحيفة ذاتها، أن دحلان، "عمل بجد في مواجهة صعود الإخوان المسلمين الفائزين في الانتخابات التي جرت في مصر وتونس بعد انتفاضات عام 2011".
وتضيف: "في مصر قام ابن زايد ودحلان بفعل كل ما في وسعهما لزعزعة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وقاما بتمويل الاحتجاجات ضدّه (..) الحرب ضد الإسلاميين مفتوحة ودحلان يساهم فيها دون هوادة".
** علاقته بالانقلاب الفاشل في تركيا
وزارة الداخلية التركية، رصدت عقب إدراج "دحلان" ضمن "القائمة الحمراء"، مكافأة قد تصل 10 ملايين ليرة تركية (نحو1.7 مليون دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على دحلان.
وذكرت الداخلية في بيان، أنه بحسب قوائم المطلوبين المحدثة، جرى إدراج 4 أشخاص بينهم "دحلان" في القائمة "الحمراء" للإرهابيين المطلوبين، و3 في القائمة "البرتقالية"، و2 في "الرمادية".
ولفت البيان إلى إصدار السلطات القضائية مذكرة قبض بحق "دحلان" بتهم عدة بينها ضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة، و محاولة تغيير النظام الدستوري بالقوة، و"الكشف عن معلومات سرية حول أمن الدولة لغرض التجسس"، و"قيامه بالتجسس الدولي".
وتصنف الداخلية التركية الإرهابيين المطلوبين ضمن 5 قوائم أخطرها الحمراء، تليها الزرقاء، ثم الخضراء، فالبرتقالية، وأخيرًا القائمة الرمادية.
المصدر: وكالة الأناضول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.