هوية بريس – إبراهيم بَيدون بينما أنا في طريقي ظهرا إلى العمل، إذ بي أمر على 3 أو 4 فتيان/شباب (لم أنظر إليهم)، حسب أصواتهم، أعمارهم تظهر أنهم بالغين تجاوزوا سن القاصر.. فشنف أحدهم مسمعي بقوله لأصدقائه: نعم إنه بمجرد ما تتزوج الفنلندية تمنحك الدولة الجنسية.. ولمروري السريع كانت هناك أصوات أخرى تحاجج وتتدخل في هذا الموضوع المهم والحارق.. والذي يظهر أنه شغل الشباب المغربي بشكل كبير.. خصوصا مع كثرة البطالة وصعوبة تحصيل مستوى عيش كريم في المغرب للكثيرين.. ثم قبل قليل أسمع لأحد الشباب اليوتيبورز الجدد كان يعمل بتركيا قبل أكثر من عام قبل أن تتعرف عليه شابة إنجليزية هناك كانت رفقة أمها في زيارة لتركيا، ثم تتطور العلاقة لزواج، وإسلام، بعد انتقالهم للعيش بالمغرب، وقبل ولادتها انتقلا لإنجلترا، وهناك وضعت الزوجة.. وهو ممن يشارك متابعيه معلوماته ويومياته بشكل مبالغ فيه.. الشاهد، هو أنه ولتفاعله الكبير مع الشباب المغربي من متابعيه ممن يرغبون في تحسين ظروفهم المعيشية من خلال السفر للخارج، وسؤالهم له، ليجد لهم عملا، عمد إلى ربطهم بمجموعات لطلب العمل لمعارف له بتركيا.. لكنه سيتفاجأ بعد تجربتين.. بقساوة التجربة، إذ قام الكثير من الشباب بدل التواصل لأجل العمل، بالتواصل لأجل السؤال عن التعارف على فتاة أجنبية؟ وعن أقصر وأضمن طريق للحصول على زوجة أجنبية؟ بل بلغت السفاهة ببعضهم إلى التحرش بأخت المشرف على إحدى المجموعات!! هذا وقد تسببت القنوات التي أنشأها شباب مغاربة على اليوتيوب متزوجون بأجنبيات.. في رغبة وحلم الكثير من الشباب الذي كما نقول "يريدها باردة" أو "دجاجة بكامونها" (من غير اعتبار لأي مخالفة أو حكم أو خلق أو..)، في ارتفاع سقف هذه الأحلام الوردية!! قديما كان الشاب المغربي عندما يفكر في اقتحام تجربة الغربة والعمل بالخارج، فلأجل أن يحسن وضعه الاجتماعي وتستفيد معه أسرته وعائلته (ولا يزال هذا النوع وهو كثير..)، ثم يناضل ويكافح و"كيدمر" باش يصور لقمة العيش.. اليوم كثيرون للأسف إنما يريدون أن يستفيدوا من الوضع الاجتماعي للدول الغربية، ولو بمذلة الارتباط بأجنبية (أقصد المذلة إذا كان الارتباط المصلحي) والتخلي عن الشهامة والرجولة وفيهم من هو مستعد لفعل أي شيء من أجل الحصول على فرصة مثل هذه.. أيها الشباب الحياة صعبة وتحقيق ظروف العيش الكريم والمرتاح أو المميز أصعب.. لكن هذا لا يجعلك تربط مستقبلك بالأوهام والأحلام الفارغة، وما فيه سلب شهامتك ورجولتك.. كما أن الحياة ليست هي ما في اليوتيوب.. الحياة أكبر من ذلك الاختزال أو المتاجرة أحيانا.. وفقنا الله جميعا لما فيه خير الدنيا والدين..