مما يعكر على الساحة الدعوية إثارة حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام منشورات تفوح بوباء القومية من أنتن مزابل العنصرية تحريضا على آحاد البلدان الإسلامية فيصور للناشئة أن المعصية سعودية، والطاعة قطرية، وكأن كمال البشرية بالانتساب للبلدان لا بتحقيق الإيمان (ءامنوا كما آمن الناس). فإن كان همكم الإصلاح كما زعمتم فلم أنتم مع بلدانكم واقفية أو مرجئة! واعلم أن من علامات خطاب المنافقين ربط الأمر بالوطن قال تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا). لبس عباءة الإخلاص لا يعني الخلاص فحسن القصد غير كاف في توجيه الناس فالخوارج من أكثر الطوائف إخلاصا وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لأنهم أخطر على الأمة في الإفساد لا في الضلال تسوقهم العاطفة فتنشأ عنهم عاصفة لا تبقي ولا تذر لذا كان أمرهم متصلا بخروج الدجال كما قال صلى الله عليه وسلم:(كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم). أصحاب المنشورات المغرضة! إذا كان يوم القيامة يؤتى بالحسنات والسيئات إقامة للعدل فما بالكم تنسفون الجهود السابقة وتطمسون المحاسن السالفة تفننا في الظلم. قد نادى الله من حرف كتابه وقتل انبياءه واستضعف أصفياءه بقوله: (يا أهل الكتاب) تحفيزا على قبول الحق وتأليفا فلم جردتم أهل الإسلام من ألقاب التكريم تنفيرا وتعنيفا. للأسف صارت مواقف بعضهم موقدها الإعلام فزرعت بين أبناء الأمة المحمدية التشفي والانتقام. (ستكتب شهادتهم ويسألون )