هوية بريس – السبت 13 شتنبر 2014 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد: فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ" (متفق عليه). وقال أيضا: "يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ…" (متفق عليه). فالمتأمل في حال المنتسبين للتنظيم المسمى ب"داعش" يجد هذه الأوصاف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم منطبقة عليهم تمام الانطباق، وإليك البيان: 1- قوله صلى الله عليه وسلم: "حدثاء الأسنان": أي: شبابٌ صغارٌ في السن، وكذلك حال المنتسبين لهذا التنظيم، عامتهم شباب صغار، ومنهم أحداث مراهقون، وأما النادر فلا حكم له. 2- قوله صلى الله عليه وسلم: "سفهاء الأحلام": أي: ضعاف العقول، والسفيه: وهو الطائش، خفيف العقل. ويدل على تحقق هذا الوصف فيهم تصرفاتهم الخرقاء، والتي منها الاستخفاف بالدماء، وقطع الرؤوس، وذبح الناس كذبح النعاج. 3- قوله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ": أي: كلامهم كلام خير الناس، مع أن أفعالهم ليست كذلك، وهذا ظاهر في خطبة خليفتهم، الذي اختار أن يتكلم بكلام أبي بكر رضي الله عنه حين وُلّي. 4- قوله صلى الله عليه وسلم: "يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ": أي: إنهم يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد ثم خرج من الجهة الأخرى. وذلك لتكفيرهم المسلمين، واستحلال دمائهم وأموالهم، وكذلك "داعش" هؤلاء يكفرون من لم يبايع خليفتهم من المسلمين، ويستحلون دم ومال من لم يوافقهم على أهوائهم. 5- قوله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ": أي: لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما يتلون منه. وهذا يدل على أنهم ليس لهم من الفقه والعلم نصيب، وأن فهمهم للقرآن فهم سطحي، وليس عندهم عمق في فهم مراد الله تعالى من كلامه. وهذا واقع "داعش"، فإنهم ليس فيهم من يعرف بشيء من العلم، أو حتى من عرف بأياديه البيضاء في الدعوة إلى الله. 6- قوله صلى الله عليه وسلم للصحابة: "تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ": أي عندهم اجتهاد في العبادة ليس عند الصحابة، وهذا يدل على أن ظاهرهم التعبد والاستقامة والصلاح، وكذلك المنتسبون لهذا التنظيم، يحسبهم الجاهل من أهل الصلاح، لحرصهم الظهور بالمظهر الإسلامي، مما جعل كثيرا من الشباب يغترون بهم. 7- من أوصاف الخوارج التعالم، وهذا ظاهر في الخوارج الأولين الذين كفروا الصحابة جميعا، بل وقاتلوهم مع أنه لم يكن فيهم صحابي واحد، وكذلك المنتسبون لهذا التنظيم لا يستنكفون عن الخوض في الدماء والأمور العظام مع أنهم ليس فيهم عالم واحد. فهذه سبعة أوصاف من أوصاف الخوارج تنطبق على المنتسبين لهذا التنظيم المسمى ب"داعش" انطباقا كاملا، فليحذر الشباب من الاغترار بهم؛ وليحذروا الناس منهم ومن فكرهم.