خلافات حادة شهدها البرلمان التونسي، اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2019، نشبت بين نواب ممثلين ل"نداء تونس" ونواب محسوبين على "حركة النهضة"، وذلك بسبب الترحم على الرئيس محمد مرسي وقراءة الفاتحة. النائبة فاطمة المسدي عن تكتل نداء تونس، عبرت عن رأيها بالقول أنها ضد الترحم على زعيم الإخوان محمد مرسي، رافضة ما أشارت إلى أنه أخونة للبرلمان التونسي، وتركت القاعة وهي تصرخ: لا للترحم على زعيم الإخوان، ورصدت الكاميرات خروجها من قاعة المجلس. النائب المنجي الحرباوي، أيد أيضا موقف النائبة فاطمة المسدي، قائلاً إن وفاة مرسي شأن داخلي مصري ولا دخل للبرلمان في هذا الأمر. لكن عماد الدايمي النائب عن حزب حراك تونس، الذي يرأسه منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق، قال إن مرسي كان أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في تاريخ مصر، وقد مات ظلما في السجن، والترحم عليه هو تأكيد على مبادئ الثورة التونسية. نائب رئيس البرلمان، عبد الفتاح مورو قال إن الترحم على مرسي هو مطلب إنساني في المقام الأول وليس سياسيا، داعيا إلى عدم الخلاف حول ذلك، وقام المجلس بقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل محمد مرسي. وقد أكدت الواقعة درجة اللاتسامح التي يتمز بها التيار العلماني، ورفضه مجرد فعل رمزي اتجاه إنسان قتل داخل السجن، ما يؤكد أن المنتمين لهذا التيار يعادون المختلفين معهم ويناصبونهم العداء، وما يرفعونه من شعارات قبول الآخر والتعايش واحترام الاختيارات الفردية.. ما هي شعارات جوفاء سرعان ما تتبين حقيقتها في مثل هذا الحدث وغيره.