استفحلت ظاهرة غريبة وانتشرت بشكل فظيع بين المسلمين في هذا الزمن على مجتمعاتنا الإسلامية تتمثل في سب الذات الإلهية، والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسب الدين، وتخريب المساجد، وتمزيق المصاحف. لقد هالني ما قرأت اليوم حول حادثة تمزيق المصحف، لذا أطالب بمحاسبة كل من ساهم ولو بإشارة في الهجوم على مصلى الحي الجامعي بمدينة الراشيدية المحافظة من قبل شرذمة من ضعاف النفوس والأخلاق، ودعاة الإلحاد بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وتمزيق وإهانة القرآن الكريم، كتاب الله المعظَّم الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مشددا على مواجهة هذا التطرف الأرعن والسلوك الإرهابي المتوحش بالقانون والمحاكمة العلنية حتى يكونوا عبرة لفصيلتهم وفصائلهم. نعم تجب محاكمتهم، ومعاقبتهم، حتى يتحقق الردع الخاص للجناة، فلا يعودون لمثل هذه الجريمة مرة أخرى، وحتى يتحقق الردع العام في المجتمع. وقد طفقت كتب الفقه قاطبة على أن إلقاء المصحف في القاذورات فعل مكفر، ويلحق به تمزيق ورقه، بل هو آكد في الانتهاك والإستهزاء، وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله: "وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته، وأجمعوا على أن من استخف بالقرآن، أو بشيء منه، أو بالمصحف، أو ألقاه في قاذورة، أو كذَّب بشيء مما جاء به من حكم أو خبر، أو نفى ما أثبته، أو أثبت ما نفاه، أو شك في شيء من ذلك، وهو عالم به: كفر" "المجموع" (2/ 170). إذا ما نشهده في عصرنا الحديث من هجمة شرسة على الدين الإسلامي الحنيف، من قبيل التشكيك بأصوله وثوابته، والطعن بأحكامه وتشريعاته، ناهيك عن النيل من أتباعه ومحاولة تخوينهم ماهو إلا فصل من مكرهم الكبار الذي نهايته بوار كماأطالب المجلس الأعلى العلمي، التحرك لنصرة الإسلام ليس بمجرد بيانات، وتصريحات لامتصاص غضب الشارع المغربي، بل بإقامة دعاوي جدية ضد كل من يستهزئ بالدين، أو بآيات الله عزوجل، أو بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو منتشر في الأفلام، والمسسلات والمسرحيات، ومهرجانات الضحك والسكيتشات، وغيرها من الكتابات سواء الصحفية منها، أو ما كان في مواقع التواصل المختلفة. كما على الدولة تحمل مسؤوليتها نحو كتاب الله في حِفْظه والحفاظ عليه، وحماية الدين والمحافظة عليه من عبث العابثين. وأختم مذكرا بقول ربي جل في علاه: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".