هوية بريس – د. حميد العقرة الحمد الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه تنبيهات متعلقة بدعاء القنوت في الوتر موجهة للأئمة جزاهم الله خيرا ، اخترتها من مؤلفات أهل العلم رحمهم الله، نفعني الله وإياكم بها. التنبيه الأول اجتناب التلحين,والتطريب، والتغن، والتقعر، والتمطيط في أَدَاءِ الدُّعاءِ، حتى كأنَّ أحدهم يقرأ السورة من القرآن ، فعلى الإمام أن يُلقِي الدعاء بصوته المعتاد،بضراعة وابتهال. التنبيه الثاني اجتناب تقصد السَّجع في الدعاء,والبحث عن غرائب الأَدعية المسجوعة على حرف واحد. وقد ثبت في(صحيح البخاري) عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: "فانظر السجع في الدعاء، فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه،لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب" ولا يرد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ مسجوعة، فهي غير مقصودة,ولا متكلفة، فإن كانت كذلك فلا حرج. التنبيه الثالث المبالغة في الوصف في الدعاء كوصف حال الموتى واليوم الآخر( القبر وظلمته ووحشته والدود ووو) لتحريك قلوب الناس ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى بطلان صلاة من يفعل هذا الفعل. التنبيه الرابع اجتناب التطويل بما يشق على المأمومين بحيث يصبح الدعاء أطول من قراءة القرآن، فتحصل المشقة،واستنكار القلوب، وفتور المأمومين. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه لما أَطال في صلاة الفرضية(أفتانٌ أنت يا معاذ؟)) فكيف في هذه الحال! التنبيه الخامس ليختر من الأدعية أجمعها، وأجمع الأدعية ما كان ثابتا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وليترك زيادة أَلفاظ لا حاجة إليها، في مثل قول الدَّاعي ((اللهمانصر المجاهدين في سبيلك)) فيزيد (في كل مكان)) أو يزيد( فوق كل أرض وتحت كل سماء)) ونحو ذلك من زيادة أَلفاظٍ لا محل لها. التنبيه السادس المبالغة في رفع الصوت بالدعاء؛ وقد تصل أحيانا إلى حد الصياح والصراخ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف : 55] فسمى الله سبحانه وتعالى رَفْعَ الصوت في الدعاء اعتداءً، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((ارْبَعُوا على أنفُسِكم؛ إنَّكم لا تَدْعونَ أصمَّ ولا غائبًا، إنَّكُم تدعونَ سميعًا بصيرًا…)). التنبيه السابع ما يفعله بعض الأئمة من القنوت في الركعة الثامنة من التراويح بدعة جديدة لا أصل لها، فهذا الدعاء لا هو من قنوت الوتر ولا من قنوت النازلة، وإنما يفعله بعض الأئمة إرضاء للناس بهذه البدعة على حساب السنة، نسأل الله السلامة . التنبيه الثامن (متعلق بدعاء ختم القرآن في الصلاة): لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم ما يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد ختم القرآن قبل الركوع أو بعده لإمام أو منفرد، وماصح من فعل أنس بن مالك رضي الله عنه الدعاء عند ختم القرآن ، وجمع أهله وولده لذلك، إنما هو خارج الصلاة لا في الصلاة، فتنبه. وفي البيان والتحصيل لابن رشد الجد (1/362): وسُئل- مالك- أيضا عن الدعاء عند خاتمة القرآن، فقال: "لا أرى أن يدعو، ولا نعلمه من عمل الناس" . وفق الله أئمة المساجد لإقامة السنة في صلاتهم فهم قدوة الناس في هذا، جزاهم الله خيرا. كتبه منتقيا من كلام أهل العلم وداعيا لكم: د حميد العقرة