يقول الكاتب ساداناند دوم -في مقال بصحيفة ذي وول ستريت جورنال الأميركية- إن حكومة الهند تدرس حظرا على المهاجرين المسلمين، وإن الحزب الحاكم يشيطن المهاجرين من بنغلاديش في سبيل إعادة انتخابه. ويتساءل: هل ستبقى الهند دولة علمانية ملتزمة بمعاملة جميع الأديان على قدم المساواة، أم أنها ستتحول تدريجيا إلى دولة هندوسية صريحة، مبقية الأقلية المسلمة فيها على حالها؟ وقد يسم النقاش بشأن المهاجرين في الإجابة عن تساؤل الكاتب الذي يضيف أن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم يريد تسريع منح الجنسية للمهاجرين غير المسلمين من الدول المجاورة، مع استبعاد المسلمين بشكل واضح. ويضيف أن هذه "الفكرة الحمقاء" قد تلقى رواجا وقبولا فتجلب الأصوات للحزب بالانتخابات الحالية، ولكن على حساب تقويض الوئام بين الأديان وبذر عدم الاستقرار الداخلي على المدى الطويل، وتشويه سمعة البلاد بما يتعلق بالتسامح. تجنيس ويشير إلى أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم تتمكن في وقت سابق من العام الجاري من إقرار قانون مقترح من شأنه أن يصبح من الأسهل لأتباع الديانات الهندوسية والسيخ والبوذيين والجاينية والزردشتية والمسيحية من باكستانوبنغلاديش وأفغانستان أن يصبحوا مواطنين هنودا. ويستدرك: مع الانتخابات التي تخوضها الهند لأسابيع عادت قضية التجنيس لمركز الصدارة كجزء من محاولة أوسع من بهاراتيا جاناتا لتوحيد الأصوات الهندوسية، وذلك من خلال رفع درجة الخطابة المعادية للمسلمين. وقد شبه رئيس الحزب الحاكم آميت شاه في تجمع حاشد في غرب البنغال الأسبوع الماضي المهاجرين المسلمين القادمين من بنغلاديش ب "النمل الأبيض" الذين "يأكلون الحبوب التي يجب أن تذهب إلى الفقراء" وفق ما بين الكاتب. ويضيف المقال أن رئيس الحزب وعد بأنه في حال تمكن حزبه من تشكيل حكومة، فإنها ستقوم بطرد "المتسللين" باستثناء الهندوس والبوذيين والسيخ. أقليات ويشير الكاتب إلى أن الوعد بالترحيب بالأقليات الدينية التي يصفها بالمضطهدة للقدوم إلى الهند يصعب الاعتراض عليه، مشيرا إلى الأقليات من السيخ والهندوس في باكستان ومن الهندوس والبوذيين في بنغلاديش. وقد تنطبق تصريحات رئيس الحزب الحاكم على المهاجرين غير النظاميين فقط -كما يقول الكاتب- ولكنها تنتهي في إضفاء الشرعية على فكرة قابلة للاشتعال. رؤية وينقد الكاتب فكرة شاه التي قد يجري إضفاء الشرعية عليها ويراها قابلة للاشتعال، مضيفا أن الهند تواجه تحديا في دمج الأقلية المسلمة وأنه ليس من قبيل الصدفة أن يوجه بهاراتيا جاناتا رسالته الحارقة تجاه أجزاء من البلد حيث يشعر بعض الهندوس بالفعل بأنهم مهددون بالتغيير الديموغرافي. ويشير المقال إلى أن شاه أدلى بتصريحاته في ولاية البنغال الغربية، حيث أكثر من ربع السكان من المسلمين. ويقول إن الهند لا تزال تبتعد بشكل خطير عن روح التعددية تجاه الشوفينية الهندوسية، مشيرا إلى أن بهاراتيا جاناتا رشّح للبرلمان الأربعاء امرأة وصفها بالمناضلة الزاهدة المتشددة التي تواجه محاكمة بتهمة تفجيرات استهدفت مسلمين. ويختتم المقال بأن البلد الذكي قد يختار رؤية "فيفي كاناندا" الفيلسوف والراهب الهندوسي عوضا عن رؤية شاه الضيقة، وأن البديل هو تآكل الميثاق العلماني الذي يجمع بين 1.3 مليار شخص.