هوية بريس – متابعة اضطر الكثير من اليمنيين، إلى التسول تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، يشنها تحالف تقوده الجارة السعودية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم من إيران. ولا يكاد يخلو شارع في صنعاء من المتسولين، ولم يعد غريبا أن يقصد متسولون مرتادي المقاهي والمطاعم لطلب الطعام والمال. يقول شهاب صالح مالك متجر للعطور في سوق الأصبحي جنوبي صنعاء، إن ظاهرة التسول تفاقمت كثيرا خلال العامين الماضيين جراء انهيار الأوضاع الإنسانية، وتردي الوضع المعيشي إلى أدنى مستوى. ويضيف صالح للأناضول أن "العشرات لجأوا إلى التسول مرغمين.. في إحدى المرات تفاجأت بأن من يمد يده نحوي كان أستاذ اللغة العربية". ويتابع: "لست وحدي من تعرض لهذا الموقف.. لم يعد مستغربا أن تشاهد رجلا بهيئة نظيفة وكلام مهذب يطلب الصدقة، بينهم موظفون لم يجدوا عملا مع انهيار الأوضاع الاقتصادية". ويعيش نحو مليون موظف يعملون في القطاع الإداري العام في اليمن بلا رواتب منذ شتنبر 2016، و"لا يوجد رقم دقيق أو حصيلة محددة بعدد المتسولين في اليمن"، كما يقول مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، للأناضول. وخلفت الحرب أوضاعا متردية للغاية، جعلت معظم السكان اليمن البالغ عددهم نحو 27.5 مليونا بحاجة إلى مساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأممالمتحدة. وحذر صندوق الأممالمتحدة للسكان في تقرير مؤخرا، من أنه تلوح في اليمن مجاعة محتملة ستكون الأسوأ في تاريخ العالم الحديث. وأوضح الصندوق أن المجاعة قد تعرض حياة ما يقدر بمليونين من النساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين سوء التغذية، لخطر الموت. ويرى نشطاء يمنيون أن الدعم الإغاثي لليمنيين ليس بالحجم المطلوب، خاصة من الإمارات والسعودية، الدولتين الفاعلتين في حرب اليمن. يقول أبو بكر المحضار، ناشط في مجال الإغاثة، أن زيادة أعداد المحتاجين هو انعكاس منطقي للحرب، كما فاقمت القرارات السعودية التي أدت إلى طرد يمنيين من المملكة، انهيار أسر كثيرة. ويختم المحضار بقوله: "اليمنيون العاملون في السعودية كانوا مصدر دخل للملايين، وإجبارهم على مغادرة المملكة بسبب رسوم وقرارات جائرة، جعلهم بلا عمل، لتتسع دائرة الفقر".