الإثنين 22 دجنبر 2014 أكد عبد القادر اعمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن المغرب أضحى نموذجا يحتذى في مجال الطاقات المتجددة، وذلك بالنظر لنجاعة وأهمية خارطة الطريق التي اعتمدها في هذا المجال. وأوضح عبد القادر اعمارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في أشغال مؤتمر الطاقة العربي العاشر، الذي افتتح أشغاله أمس الأحد بأبو ظبي، أن خارطة الطريق التي اعتمدها المغرب منذ سنة 2009، تروم تعزيز إنتاج الطاقات المتجددة مما سيمكن من تقليص التبعية الطاقية المطلقة للخارج. وأشار الوزير إلى أن التوقيع، يوم الجمعة الماضي، على عدد من الاتفاقيات التي تهم تمويل الشطر الثاني من مشروع مركب الطاقة الشمسية بورزازات (محطتا نور2 ونور3) بمبلغ يناهز 17 مليار درهم، يؤكد بوضوح الثقة التي يتمتع بها المغرب لدى المؤسسات الدولية المانحة (البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي والبنك الألماني للتنمية "ك.إف.دوبلفي") ، ويعكس نجاعة اختياراته ونجاح مشاريعه في مجال الطاقات المتجددة. وأبرز في هذا الخصوص، أنها المرة الأولى التي يقدم فيها البنك الألماني تمويلا كبيرا بقيمة 624 مليون أورو لهذا النوع من المشاريع. المغرب كان سباقا إلى انتهاج خيار الطاقة المتجددة وأضاف أنه في الوقت الذي أضحى المجتمع الدولي يولي اليوم أهمية متزايدة بالطاقات المتجددة، فقد كان المغرب سباقا إلى انتهاج هذا الخيار، وهو الذي "يجعلنا الآن بصدد التحول إلى دولة منتجة لجزء من الطاقة المستهلكة، في إطار ما يعرف بالتحول الطاقي". واعتبر عبد القادر اعمارة أن طبيعة وضخامة المشاريع التي أطلقها المغرب في مجالي الطاقة الشمسية والريحية، بالخصوص، تجعل المملكة مؤهلة للاضطلاع بدور رائد في مجال الطاقات المتجددة. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن المغرب خضع مؤخرا لتقييم معمق لاستراتيجيته الطاقية، من طرف الوكالة الدولية للطاقة، وذلك لأول مرة على مستوى بلدان القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الاوسط، موضحا أن الوكالة ثمنت في هذا السياق "الخيارات الكبرى للمملكة في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وحذف الدعم على المواد البترولية، وريادة المغرب في مجال البيئة على مستوى تخفيض مستويات انبعاث الغازات الدفيئة" كما أكد أن المغرب يشارك في أشغال مؤتمر الطاقة العربي العاشر، الذي يستمر ثلاثة أيام، بالرغم من أنه ليس بلدا منتجا للطاقة الأحفورية، إلا أنها مناسبة لتقديم التجربة المتميزة للمملكة في مجال إنتاج الطاقات المتجددة، التي أضحت تحظى بإجماع عالمي حول أهميتها وراهنيتها. المغرب يروم إلى تقليص التبعية المطلقة للاستيراد الطاقة وكان وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، قد استعرض خلال افتتاح المؤتمر ملامح الاستراتيجية الطاقية الوطنية والتي تروم إلى تقليص التبعية المطلقة للاستيراد، مبرزا أن المغرب يتوخى تخفيفها بنحو 14 بالمائة سنة 2025. كما أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين العرب، على هامش المؤتمر، ومن بينهم على الخصوص وزير الطاقة الجزائري السيد يوسف اليوسفي. وشكل هذا اللقاء مناسبة لبحث استراتيجية البلدين في مجال تطوير الطاقة، ودراسة سبل تعزيز التعاون الثنائي ولاسيما في مجالي الكهرباء و الغاز الطبيعي. ويترأس، السيد عبد القادر اعمارة، يوم غد الثلاثاء جلسة نقاشية، تنظم في إطار مؤتمر الطاقة العربي، في موضوع "الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة".