هذا عنوان الكتاب الجديد لشيخنا وأستاذنا الدكتور عبد الله الشارف حفظه الله، وقد كنا ننتظر صدور مثل هذا العمل منه حفظه الله لما كنا نعرفه عنه من انشغال كبير بهذا الباب، سواء مما كنا نسمعه منه في المجالس الخاصة أو دروس علم الاجتماع في الجامعة، وقد قرأت الكتاب في يومين لما وجدت فيه من متعة الاستفادة من منهجه ومعلوماته، وكان ترتيبه مثيرا للاهتمام، وهو كتاب جدير بالقراءة والتأمل، وقد عرض فيه الأستاذ نظرته التحليلية بلغة قوية وصريحة وثابتة، وقد عضد ذلك باقتباسات وشواهد قاطعة، وزينه بتعليقات وتحليلات مفيدة جدا مستعينا بمؤهلاته وملكاته ومعلوماته، فالأستاذ عبد الله الشارف خريج جامعة السوربون في فرنسا فرع الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ولذلك كان لعمله ميزة التوثيق ومتانة المنهج ودقة التحليل مع عمق في الاستشكال والسؤال الإجرائي. تحدث الأستاذ في الكتاب عن نشأة علم الاجتماع العربي وخص مصر والمغرب، وعن التبعية والولاء الأيديولوجي لكثير من علماء الاجتماع في العالم العربي لعلم الاجتماع الغربي فرنسيه وأمريكيه، وعرض إشكاليات علم الاجتماع العربي المتعلقة بالحداثة وعلاقته بالتراث العربي والإسلامي، ثم تحدث عن الاستغراب في علم الاجتماع العربي، عن طبيعته ومعالمه على المستوى المنهجي والاصطلاحي والمفاهيمي، وعرض مظاهر أزمة التنظير في هذا العلم وعلاقته بالتصور العلماني وموقفه من الدين، ثم قيّم الانتاج السوسيولوجي العربي وإسهامه في التنمية والنهضة العربية، وتحدث عن عناصر أزمته، ثم خلص إلى عرض طبيعة علم الاجتماع الإسلامي وخصائصه وأهدافه بديلا عن علم الاجتماع المستورد، وقد وضع الأستاذ قائمة بمراجع كثيرة بالعربية والأعجمية إرشادا وتوجيها للباحثين. قراءة ممتعة.