هوية بريس – عبد الله المصمودي تعليقا على تصريح للقيادي في حزب العدالة والتنمية محمد نجيب بوليف عن أن من وضع أسس الدولة الديمقراطية في تركيا هو الديكتاتور كمال أتاتورك، كتب الشيخ حماد القباج ردا عليه نشره على صفحته بالفيسبوك. وجاء في رد ذ. القباج على وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المغربي: "أدعو السيد بوليف إلى مراجعة معلوماته حول الدور التاريخي للزعيم أتاتورك: لأن من الصعب أن يصدق باحث بأن أتاتورك أرسى دعائم دولة ديمقراطية ذات نموذج تنموي ناجح كما زعم السيد بوليف! بل المؤكد أن الرجل أسس نظام حكم شمولي استبدادي خاضع بشكل كبير للإرادة الإمبريالية؛ كما فعل أمثاله من العساكر الذين تولوا السلطة بتوافق مع الاستعمار؛ مثل: جمال عبد الناصر والقذافي .. ومثلهم اليوم: السيسي وحفتر .. حتى محبو أتاتورك يعترفون بأنه حكم باستبداد حاولوا تبريره .. ولا أعرف منهم من قال أن أتاتورك حكم بالديمقراطية وقدم نموذجا تنمويا جيدا .. الذي بدأ نضال الانتقال الديمقراطي والنهضة التنموية؛ هو عدنان مندريس الذي انفصل عن حزب أتاتورك بسبب افتقاده للسلوك الديمقراطي؛ وقفز بالدولة قفزات هامة في مجال الديمقراطية والتنمية الاقتصادية .. والذي تصدى لمندريس وأعدمه هو رئيس وزراء أتاتورك والذي سيصبح رئيس الجمهورية ورئيس حزبه بعد وفاته: إينونو؛ الذي أجهض النهضة التنموية والانتقال الديمقراطي في تركيا .. الحقيقة الواضحة: هي أن أتاتورك ومن خَلَفَه من العساكر الأوصياء على الدولة؛ حكموا بقبضة حديدية ورهنوا البلاد لإمبريالية تعيق وتجهض كل محاولات النهضة التنموية الحقيقية .. وبسبب ذلك تأخرت البلاد كثيرا وعانت طويلا .. فكيف يصح أن ننسب لهم ما حاربوه؟! يكفي أن أحيل السيد بوليف على شهادة الكاتب البريطاني (اندرو مانغو) في كتابه عن أتاتورك؛ حيث أكد بأن أهم الانتقادات الثلاث التي وجهت لحكم أتاتورك؛ هي: عدم إقامة حكم ديمقراطي .. ومع أن الكاتب كان منحازا لأتاتورك فقد شرح بتفصيل ملامح الاستبداد الأتاتوركي الراديكالي الذي لم يتسامح مع أي معارض ولا مع أية فكرة تخالف العلمانية الشمولية ..! ملحوظة: ناقشت فكرة الأستاذ المحترم محمد بوليف دون أن أتبنى رأي الذين يتهمون أتاتورك بالخيانة .. وإلا فبالنظر في حجج هؤلاء؛ فدور الرجل التاريخي أسوأ بكثير..".