الخميس 06 نونبر 2014 لم تمر بضعة أشهر على زواجهما حتى بدأت تتغير. كانت تصر على تحميله فوق طاقته. كانت لا تتصور أنه صادق وأنه فعلا لا يجد ما يلبي به طموحاتها. تقاعست كثيرا عن أعمال المطبخ، ورضي هو أن يشتري الطعام الجاهز من الخارج في كثير من الأحيان كي لا يثقل على العروس الجديدة. لكنها كانت تسير وفق خطة ممنهجة لخفض توقعاته حتى يصل به الأمر إلى الرضا بأي حال. طفقت تتأخر عند والدتها إلى بعد الوقت المتفق عليه لكي توصل له رسالة مفادها أنها لا تتقيد بأوامره، بينما كان الزوج يتضور جوعا حتى تعود وتطهو طعام الغداء في السابعة مساء. كثيرا ما حدثته عن قريبتها فلانة التي أهداها زوجها كذا وكذا وكانت تتحين الفرص للحصول على ما تطلب في ساعات الصفاء لكن رفضه الدائم للابتزاز الرخيص جعلها تنتقل إلى مرحلة ترك البيت وإعلان النشوز لاسيما بعدما اكتشف بطريق القدر أنها ترتب لهذه المؤامرات مع أمها في الهاتف. خرجت مرة واثنتين وثلاثة. وفي كل مرة كان الزوج ينصاع لرغباتها ويعيدها. لكنه مع الوقت اعتاد الاستغناء عنها وهو يرى حياته معلقة بابتزاز دائم. وبعد أن كان يعيدها بعد شهر أو شهرين من وقت خروجها، قرر أن يتركها في بيت أهلها إلى أجل غير مسمى. حركت ضده دعاوى قضائية في المحاكم. اتهمته زورا بتبديد الأثاث. هذه القضية عقوبتها الحبس (كذا قال لها المحامي وهو يشجعها أن تذله وتكسر رأسه). حاصرته بقضايا النفقة وادعت أنه لا ينفق على أولاده. كان والداها يؤكدان لها أنه سيأتي لها راكعا من أجل أولاده. ربما شجعهما على ذلك ما عهداه عن الرجل من مرونة سابقة. أكدا لها أنه سيأتي لكنه لم يأتِ قط بل قرر الطلاق ودفع قيمة قائمة المنقولات التي اتهمته بسرقتها. رحل الزوج بأولاده إلى زوجة أخرى. زوجة لم تبتزه بل ضحت من أجله وصبرت عليه واعتنت بأولاده ففتح الله عليهما أبواب الرزق وعاشا حياة سعيدة. أما الزوجة الشابة الأولى فكان مصيرها كهلا متزوجا ولديه أولاد في سن الجامعة. وصارت الزوجة التي كانت تضج بأم مطلقها مضطرة إلى تحمل ضرتها وأولاد ضرتها، وقنعت بنصف زوج بعد أن كان زوجها لها وحدها. تتمنى هذه الزوجة أن تعود إلى مطلقها حتى هذه اللحظة. أتدرون كم تعاني من البلاء؟! زوجة دفعت من سعادتها ثمن استنساخ تجربة أمها المسيطرة مع أبيها. وليست كل التجارب تؤدي إلى نفس النتيجة.