هوية بريس – وكالات دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى التراجع عن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، أمام البرلمان السوداني، على هامش زيارة يجريها للسودان تستغرق يومين. وقال أردوغان: "السيد ترامب، إن ما عليك القيام به الآن، هو وضع رأسك بين كفي يديك، والتفكير في الخطأ الذي ارتكبته". وأضاف: "لا يمكن لأحد أن ينتظر منا السكوت أمام قتل مسلمي الروهنغيا، والاعتداءات التي تطال الشعب الفلسطيني، والأزمات الإنسانية التي تشهدها سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال، أو الأزمات في الدول المحيطة ببحيرة تشاد". وأشار أردوغان إلى أن الولاياتالمتحدة أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ولو كان ثمن ذلك إلقاء المنطقة برمتها في النار. وتابع متسائلًا: "هل استشار (ترامب) أحدًا؟ لقد قرر ذلك بنفسه، ألم يكن الأجدى به أن يستشير الدول الإسلامية أو العالم المسيحي على الأقل قبل إقدامه على هذا الفعل؟". وأعرب أردوغان عن انزعاجه إزاء تهديد الولاياتالمتحدة لدول العالم؛ حال صوّتوا لصالح مشروع قرار يرفض تغيير الوضع القانوني للقدس في الأممالمتحدة. والخميس الماضي، أقرت الأممالمتحدة، بأغلبية 128 صوتًا، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفي 6 ديسمبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينةالمحتلة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلق وتحذيرات دولية. وأشار الرئيس التركي إلى أن قمة إسطنبول أظهرت مدى قوة العالم الإسلامي في حال اتحادهم. وفي 13 ديسمبر الجاري، عقدت منظمة التعاون الإسلامي، قمة طارئة في مدينة إسطنبول، بدعوة من الرئيس أردوغان؛ لبحث تداعيات إعلان الولاياتالمتحدة في السادس من الشهر نفسه، القدس عاصمة مزعومة لإسرائيل. واختتمت القمة بإصدار بيان ختامي يتضمن 23 بندًا، دعت ضمنه دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وأعرب أردوغان "عن سعادته في زيارة بيته الثاني السودان"، وأشار إلى ضرورة تعزيز علاقات وقدرات البلدين. ولفت إلى أن السودان لم يقدم أي تنازل في ظل الحصار الذي تعرض له لسنوات طويلة. وأوضح أنه كما وقفت تركيا في الأيام الصعاب إلى جانب السودان، فإن الأخير بادر الوقوف إلى جانب تركيا في أيامها الصعبة. ونوّه إلى وقوف السودان حكومة وشعبًا بجانب تركيا، خلال تعرّضها لمحاولة انقلاب فاشلة منتصف يوليوز 2016. وحذر أردوغان من أن منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية تمثل تهديدًا كبيرًا على جميع الدول، ولفت إلى أن السودان واحد من بين الدول التي أدركت حقيقة هذا التهديد. وأكد أن بلاده ستواصل العمل مع الجانب السوداني في مكافحة المنظمة الإرهابية. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليوز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وفي وقت سابق اليوم، وصل أردوغان إلى الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين؛ وتعد الأولى لرئيس تركي للسودان منذ استقلاله 1956، وفقا للأناضول.