هوية بريس – وكالات قال جيش إنقاذ الروهنغيا في إقليم أراكان (أرسا) إن حكومة ميانمار، التي وصفها ب"الإرهابية"، وجيشها ارتكبا مذبحة في حق المدنيين الأبرياء من الروهنغيا في قرية "تولا تولي"، بالإقليم الواقع غربي البلاد. ونفى جيش إنقاذ الروهنغيا (جماعة تنشط في أراكان) في بيان، نشر على صفحته الرسمية على "تويتر"، مزاعم تواجد عناصره في القرية خلال المذبحة التي شهدتها على يد القوات الميانمارية في 30 غشت الماضي. وقال في بيانه: "عناصر جيش إنقاذ الروهنغيا لم يتواجدوا في قرية تولا تولي، بمقاطعة مونغداو، بإقليم أراكان، منذ أغسطس 2017 وحتى اللحظة". وأضاف أنّه "من غير المنطقي أنّ تقوم الحكومة الميانمارية الإرهابية والجيش الإرهابي بالادعاء أنهما يقومان بعمليات تطهير في منطقة لم يكن فيها أي من عناصر جيش إنقاذ الروهنغيا". ووصف "الجيش ما قامت به القوات الميانمارية في "تولا تولي" بأنه "أعمال إرهابية، وجرائم حرب، وإبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية". جاء بيان "أرسا"، بالتزامن مع كشف منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، الثلاثاء الماضي، تقريرا عن ارتكاب القوات الميانمارية مذبحة ضد المدنيين في قرية "تولا تولي"، حمل عنوان "مجزرة على ضفاف النهر". غيّر أن السلطات الميانمارية تصنف ممارساتها في إقليم أراكان ضد الروهنغيا على أنها "هجمات ضد الأعمال الإرهابية الوحشية التي يرتكبها بعض المتمردين"، بحسب تقارير إعلامية عدة. لكن بدورها ذكرت "رايتس ووتش" (مقرها نيويورك) أن المذبحة التي ارتكبتها قوات ميانمار في 30 أغسطس، كانت جزءا من الحملة الأمنية العسكرية التي هدفت إلى التطهير العرقي لأقلية الروهنغيا في إقليم أراكان. وأفادت في تقريرها أن الجيش الميانماري ارتكب جرائم ضد الإنسانية في قرية "تولا تولي"، استنادًا إلى حوارات مع أكثر من 200 روهنغي، 18 منهم فروا من القرية المشار إليها. وبحسب الشهود، داهمت القوات القرية ونقلوا سكانها إلى ضفاف نهر مجاور، حيث قتلوا الذكور بعد فصلهم عن النساء والأطفال، ثم وضعوهم في حفر بشكل جماعي وأضرموا بجثثهم النار. وأضافوا أن الجنود الميانماريين، اغتصبوا النساء والأطفال بشكل جماعي، قبل قتل أعداد منهم حرقًا. ومنذ 2012، تواجه الروهنغيا "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم"، بحسب الأممالمتحدة، مخاوف متزايدة على خلفية مقتل العشرات منها في أعمال عنف طائفية. ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود الدولية (أهلية)، قتل ما لايقل عن 9 آلاف شخص من أقلية الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، خلال الفترة ما بين 25 أغسطس و24 سبتمبر المنصرم. وقالت المنظمة الإنسانية الدولية في 12 ديسمبر الجاري، إنّ وفاة 71.1 بالمائة من الرقم المذكور (أي 6 آلاف و700 شخص) كانت بسبب العنف، بينهم 730 طفلا دون عمر الخامسة. بدورها وثقت منظمة الأممالمتحدة ارتكاب أفراد الأمن في ميانمار عمليات اغتصاب جماعية واسعة النطاق، وعمليات قتل استهدفت أيضا الرضع والأطفال الصغار، علاوة على تورطهم في ممارسات الضرب الوحشي، وحالات الاختفاء. ووصف محققون أمميون في تقرير لهم تلك الانتهاكات بأنها "بمثابة جرائم ضد الإنسانية". ومنذ 25 أغسطس، أدت أعمال العنف في إقليم أراكان إلى لجوء أكثر من 600 ألفا من الروهنغيا إلى بنغلاديش، وفق بيانات صادرة اليوم عن الأممالمتحدة، وفقا للأناضول.