وضعت نقابات عاملة في قطاع النقل عشرات الشكايات تفيد عدم توصل المهنيين بالدعم المخصص لهم، سواء في الدفعة الأولى أو الثانية. وأفادت وزارة النقل واللوجيستيك أنه سيتم، بعد غد الأربعاء (8 يونيو)، الشروع في عملية التسجيل للحصول على دعم إضافي ثالث لفائدة مهنيي النقل الطرقي. وعبر النقابيون عن استغرابهم صمت الحكومة أمام الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات، مؤكدين أنه لم يعد هناك معنى لهذا الدعم في ظل ارتفاع سعر الغازوال. مصطفى القرقوري، الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي للبضائع، قال في تصريح لهسبريس إن "هذا الدعم لم يحل المشكل، بل إن بعض المهنيين يعتبرون أنه زاد من تعميق الأزمة، بدليل أنه لا يغطي للمهنيين الذين يعبرون المسافات الطويلة الزيادة التي عرفتها أسعار المحروقات، وعندما يرغبون في عكس هذه الزيادة على زبائنهم لا يجدون تفاعلا إيجابيا بعلة أن الدولة تقدم لهم دعما عن استهلاك المحروقات بغاية الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين". وأضاف المتحدث أن "هناك مهنيين لم يستفيدوا إلى حد الساعة من الدفعتين الأولى والثانية. وعلى رغم من تقديم شكايات إلى وزارة النقل واللوجستيك بهذا الخصوص، إلا أن نسبة كبيرة ما زالت مشاكلها عالقة". وطالب المسؤول النقابي ذاته الحكومة ب"العمل على تسقيف المحروقات لفائدة المهنيين"، موضحا أن "التسقيف لفائدة العموم مكلف، لكنه لن يكون كذلك إذا تم حصره لفائدة المهنيين، من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية، وأيضا على استمرار واستقرار المقاولة النقلية، والحفاظ على هامش ربح محترم"، وقال: "المهنيون أضحوا يحنون لهامش الربح الذي كانوا يحصلون عليه عن كل سفرية قبل الزيادات في المحروقات". من جهته، أكد منير بنعزوز، الكاتب العام الوطني لمهنيي النقل الطرقي، أن "المهنيين سيلجؤون إلى خطوات احتجاجية تصعيدية بعد عيد الأضحى في حال لم تعكف الحكومة على حل هذه الإشكالات"، موردا أن "المطلب الأساسي بالنسبة إليهم هو الجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة حل جذري لمشكل الغازوال بغض النظر عن عملية الدعم التي لا تمثل سوى جزء صغير جدا من الحل". وعبر المتحدث عن استنكاره لعدم استفادة المهنيين من الدفعة الثانية، مبرزا أن "أزيد من 40 بالمئة لم يتوصلوا بحصتهم على الرغم من قيامهم بإجراءات التسجيل"، كاشفا أن "المسؤولين النقابيين يعملون على تجميع معطيات كل من واجهتهم مشاكل تهم الدعم لإعداد قاعدة معطيات على أساسها سيتم ترتيب الخطوات الاحتجاجية المقبلة". ودعا النقابي عينه إلى إيجاد حل للمشاكل العالقة بين وزارة المالية وبريد كاش ووزارة النقل واللوجستيك، معتبرا أنه "من غير المقبول استمرار مشاكل تهم الدعم الذي لا يكفي حتى ليوم واحد لاشتغال شاحنة من الشاحنات". وسبق أن توصلت الوزارة الوصية بعد إقرار الدفعة الأولى من الدعم بما مجموعة 5000 شكاية من قبل المهنيين كانت الحكومة قد وعدت بمعالجتها، فيما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مواصلة دعم المهنيين بالنظر إلى استمرار ارتفاع سعر الغازوال.