التحق أرباب وسائقو الشاحنات المنضوون تحت لواء اتحاد النقابات المهنية بالمغرب، اليوم الثلاثاء، بالإضراب الوطني الذي يخوضه التنسيق النقابي بقطاع النقل الطرقي بمختلف أصنافه (نقل المسافرين ونقل البضائع وسيارات الأجرة وعربات الإغاثة والجر)، التابع لخمس مركزيات نقابية، منذ يوم أمس الاثنين، ولمدة 3 أيام قابلة للتمديد، احتجاجا على الارتفاع الصاروخي لأسعار الغازوال. ويسود التخوف من أن تتأثر أسعار الخضر والفواكه باحتجاج أرباب وسائقي الشاحنات، بحيث توقفت عشرات الشاحنات عن العمل ابتداء من اليوم بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء، وانخرطت بدورها في إضراب 72 ساعة قابلة للتمديد. من جانب آخر، أعلن المكتب الوطني لأرباب وسائقي الشاحنات، في بلاغ له، أن الدخول في الإضراب الوطني الذي أعلن عن التنسيق النقابي، يأتي بسبب غلاء أسعار المحروقات، التي ألهبت جيوب المهنيين في غياب مبادرة شجاعة من الحكومة لتسقيف سومة الغازوال بالنسبة للمهنيين حفاظا على الوضع الاجتماعي، باعتبار أن النقل يلعب دورا مهما في التوازنات. كما تحدث البلاغ ذاته على أن الإضراب جاء كرد على الحوارات غير الواضحة من طرف وزارة النقل واللوجستيك قصد إيجاد حل شامل لتسوية وضعية الشاحنات من 3.5 طن إلى 19 طن. وفي هذا السياق، قال يوسف السوقي، الكاتب العام الوطني لقطاع الشاحنات نقل البضائع المنضوي تحت لواء اتحاد النقابات المهنية بالمغرب، إن القواعد التابعة للنقابة على الصعيد الوطني اتخذت قرارا بالالتحاق بالإضراب احتجاجا على غلاء المحروقات، مشددا على أن المهنيين لم يعودوا قادرين على العمل، باعتبار أن هامش ربحهم تتضرر بشكل كبير بسبب الزيادات المتتالية. وأوضح يوسف السوقي مشاركتهم في الإضراب الوطني ابتداء من اليوم باسم مكتبهم النقابي، الذي يعرف تواجدا كبيرا على مستوى أسواق الجملة على الصعيد الوطني. كما طالب الحكومة بالتدخل العاجل، والعمل على تسقيف أسعار الغازوال، مشددا على أن السلطات مطالبة اليوم بإيجاد حل لهذا الوضع، بعدما سمحت بتحرير أسعار المحروقات. وأعلن أن نقابته قررت الاستمرار في خوض الإضراب والتوقف عن العمل إلى حين تحقيق المطالب. من جهته، أكد مصطفى القرقوري، الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي للبضائع، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الإضراب ما يزال مستمرا، وتقوى خلال اليوم الثاني بالتحاق مجموعة من المهنيين المتضررين بدورهم من ارتفاع أسعار المحروقات، كما هو الشأن بالنسبة لسائقي شاحنات نقل الخضر والفواكه الذين قرروا بدورهم التوقف عن العمل. وبخصوص نسب المشاركة المسجلة خلال اليوم الأول للإضراب (الاثنين)، ذكر أنها تراوحت بخصوص قطاع النقل الطرقي للبضائع ما بين 50 و60 و70 في المائة في بعض المدن، ووصلت إلى مائة في المائة في مدن وأقاليم أخرى، كميناء الجرف الذي توقف فيه نشاط النقل بشكل كامل. وأوضح القرقوري ل"الصحراء المغربية"، أن سوق الجملة في إنزكان شهد بدوره تسجيل نسبة مشاركة كبيرة في الإضراب، إلى جانب قلعة سراغنة ومكناس وحد السوالم ومجموعة من المناطق والجهات، بينما سجلت نسبة مشاركة أقل في ميناء الدارالبيضاء. وفي رده عن سؤال تلقيهم أي اتصال من الوزارة الوصية للجلوس إلى طاولة الحوار، أبرز أنهم لم يتوصلوا خلال اليوم الأول أو الثاني للإضراب (الاثنين والثلاثاء)، بأي دعوة للحوار، وأنهم مستمرون في التوقف عن العمل إلى حين تحقيق المطالب. وتوشحت العديد من الشاحنات وسيارات الأجرة التي اصطفت في طوابير طويلة على طول جناب الطرق، أو في محطات الوقوف، خلال اليوم الأول للإضراب بلافتات منددة بارتفاع أسعار المحروقات. كما دعا المحتجون، من خلال هذه الشعارات، الحكومة للجلوس إلى طاولة الحوار لمعالجة المشاكل التي يتخبط فيها المهنيون جراء الارتفاع المهول لأسعار المحروقات، وتأثيرها على التوازنات المالية للمهنيين. يشار إلى أن وزير النقل واللوجستيك لم يتمكن من امتصاص غضب المهنيين الذين أعلنوا خوض الإضراب، رغم تفويضه من رئيس الحكومة، للاجتماع بهم الأسبوع المنصرم، قصد تدارس الأسباب الرئيسية المتسببة في إشعال فتيل الإضراب، والمرتبطة بارتفاع أسعار المحروقات.