يستعد تنسيق نقابي في قطاع النقل الطرقي للبضائع بالمغرب ونقل المسافرين وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة لخوض إضراب وطني شامل احتجاجا على "الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات". ويضم التنسيق النقابي كلا من النقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي للبضائع المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والنقابة الوطنية لمهنيي الشاحنات المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والمكتب النقابي الوطني لأرباب وسائقي شاحنات النقل لحساب الغير بالمغرب المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل. كما ستلتحق بهذا التنسيق نقابات نقل المسافرين وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة المنضوية تحت لواء المركزيات النقابية المذكورة أعلاه، لتعزيز صفوفه خلال اجتماع سيعقده، بعد غد الخميس، بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بالدارالبيضاء، قصد التداول في تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات على قطاع النقل، والإعلان عن قرارات نضالية لمواجهة هذه الأزمة. وقال منير بنعزوز، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية لمهني النقل الطرقي، إن الاجتماع المشترك بين النقابات المذكورة سيخصص للتباحث حول الخطوات الاحتجاجية التي سيجري خوضها، بما فيها قرار إضراب عام وطني شامل للتنديد بالزيادة الصاروخية في المحروقات. وأوضح منير بنعزوز، ل"الصحراء المغربية"، أن الزيادة في تكلفة النقل غير مطروحة ضمن خيارات النقابات، ويكفي المواطنين الزيادات الكثيرة التي ألهبت جيوبهم، بعدما شملت مجموعة من المواد الأساسية، وبالتالي لا يمكن تعميق معاناتهم واستيائهم. وأكد بنعزوز أنه لم يعد أمام المهنيين من خيار سوى الإضراب للدفاع عن حقوقهم، بحيث سيجري غدا الإعلان عن تاريخ خوضه وحيثيات تنفيذه. وبحسب الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية لمهني النقل الطرقي، فإن المهنيين يريدون معرفة حقيقة مآل ملف المحروقات، وإلى أين يسيرون مع هذه الزيادات المتتالية. وتحدث كذلك عن الإضراب العام لنقل البضائع الذي أعلن خلال سنة 2018، حيث أشار إلى أن أسعار المحروقات كانت مرتفعة، وبمجرد الإعلان عن قرار الإضراب خفضتها الحكومة، ثم بعد رفع الإضراب، والعودة للعمل بشكل عاد، عادت الزيادات من جديد. ومن بين المطالب التي تحدث عنها بنعزوز، أيضا، "تسقيف الأسعار، وتفعيل الكازوال المهني، وأيضا كشف مآل تقرير مجلس المنافسة حول ملف المحروقات". كما أعلن أن هامش ربح الناقلين يوجد اليوم عند شركات المحروقات التي هيمنت عليه، مع الارتفاع الصاروخي للمحروقات، في حين أنهم لم يرفعوا من تكلفة النقل على المواطن، وظلوا صامدين. وأكد منير بنعزوز أن النقابات عازمة على الذهاب إلى أبعد حد للدفاع عن مطالبها، وحتى إن دعيت إلى طاولة الحوار فلن تتراجع عن تنفيذ قرارات الاحتجاجات التي سيتفق عليها التنسيق، حتى لا تسقط في التجارب السابقة، مشيرا إلى أنه بمجرد إعلان الإضراب يجري فتح الحوار، لتعليق القرارات الاحتجاجية، دون تحقيق أية مكاسب، علما أنهم يظنون أن جلوس النقابات للحوار هو ضعف، في حين أنه ظن في غير محله. وكان التنسيق النقابي في قطاع النقل الطرقي للبضائع بالمغرب انتفض الأسبوع المنصرم ضد الزيادات المتتالية التي عرفتها أسعار المحروقات بالمغرب، وبادر إلى مراسلة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، قصد التدخل من أجل إنقاذ القطاع من الانهيار، بالنظر إلى ما تمثله كلفة المحروقات من أهمية في سعر التكلفة بالنسبة للمقاولات النقلية. وطالب التنسيق النقابي رئيس الحكومة بالتدخل العاجل من أجل إيجاد تسوية كفيلة بإنقاذ القطاع من الانهيار في ظل إعلان العديد من المقاولات النقلية عن إفلاسها.