دعم ل"الفرنكوفونية الإيجابية" يحضر في اتفاقية إطار موقعة جمعت أكاديمية المملكة المغربية والوكالة الجامعية الفرنكوفونية. وتنص الاتفاقية على تحقيق أهدافٍ مشتركة في مجال العلوم الإنسانية، بتنظيم لقاءات وندوات، ودعم كرسي الآداب والفنون الإفريقية، المُحدَث بالأكاديمية، واستحداث جوائز للبحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية. الاتفاقية الموقعة بمقر الأكاديمية، فاتح يونيو الجاري، وضعها عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، في إطار إيمان ب"هذه الفرنكوفونية الجديدة الإيجابية؛ لأنها كانت سلبية في وقت من الأوقات". وفي تصريح ل هسبريس شرح لحجمري هذه الفكرة قائلا: "كمغاربة، لم نكن نتحكم في وقت من الأوقات في اللغة الفرنسية. أما الآن فنتكلم باللغة الفرنسية، وندرّسها، لكنها لغةٌ، إذا صح القول، ليست فرنسية؛ لأن فيها واقعا لغويا مغربيا مهما، وتداخلات لغوية، والتمكن من هذه اللغة له نتيجة أخرى هو انعكاساتها على اللغة العربية، فاللغة العربية تتغير الآن، لأن اللغات الأجنبية، وبالأخص الفرنسية، تتداخل معها، وهناك تركيبات لغوية، ومفردات مهمة تدخل فيها". هذا التداخل اللغوي مع الفرنسية هو الذي يسميه أمين سر الأكاديمية "الفرنكوفونية الإيجابية"، التي يضعها في مقابل "الفرنكوفونية التي لم تكن إيجابية؛ لأنها كانت تفرض علينا لغة فرنسية أجنبية، والآن مع أن هذه اللغة مازالت لغة أجنبية لكن تمكن المغاربة منها، يجعلها ملكية لهم"، مستحضرا في هذا السياق وصف الروائي كاتب ياسين لها ب"غنيمة حربٍ". وفي كلمته بحفل التوقيع، تحدث لحجمري عن مجالات التعاون التي يمكن أن يستفيد منها برنامج "دكاترة الأكاديمية" الذي يتيح لقاء طلبة دكاترة مغاربة مع أكاديميين بارزين في مجالات تخصصهم. كما تطرق أمين السر الدائم للأكاديمية لإمكان استثمار الاتفاقية لدعم المجلة المصنفة التي تعدها أكاديمية المملكة لاحتضان أبحاث الطلبة الدكاترة في مجالات العلوم الإنسانية. وتناول لحجمري جانبا آخر يهم الأكاديمية هو "الجانب الثقافي في القارة الإفريقية"، بجنوب صحرائها وشمالها، في ظل رؤية ملكية تؤطر هذا التوجه للقارة، مذكّرا بإنشاء كرسي الآداب والفنون الإفريقية بأكاديمية المملكة، وإمكان إغنائه عبر شبكة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، التي تضم مئات الجامعات. من جهته، عبّر سليم خلبوس، عميد الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، عن "فخر الوكالة بالشراكة مع أكاديمية المملكة، ونحن على علم بندرة الاتفاقيات التي توقّعها". وذكر خلبوس أن الشراكة تهم أولا "تثمين العلوم الإنسانية والاجتماعية"؛ ف"لنا حاجات متعددة للحلول ببلداننا، كما يوجد مشكل بطالة خريجين حاصلين على شهادات في مجال العلوم الإنسانية". وتطرق عميد الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ل"سياسة التعاون الإفريقية لأكاديمية المملكة"، معبرا عن أملِه دعمَ برامج كرسي الآداب والفنون الإفريقية بالأكاديمية. وعبّر عميد الوكالة، التي لها شبكة تضم أزيد من 400 جامعة، عن اهتمامه بتنظيم أنشطة مشتركة مع أكاديمية المملكة، وإعلان جوائز للباحثين الشباب، مع العمل المشترك في مجال الإنتاج العلمي، في مجالات العلوم الإنسانية. كما استحضر المتحدث تراجع المجلات العلمية المصنفة باللغة الفرنسية، مما يضطر باحثين باللغة الفرنسية إلى ترجمة أعمالهم إلى الإنجليزية من أجل نشرها، وهو تحدٍّ عبر عن أمله في أن تساعدَ في تخطّي عَقَبتِه أكاديميةُ المملكة.