أجرى عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، لقاءات عديدة مع مسؤولين أمنيين سامين بدولة قطر، التي تسعى إلى الاستفادة من التجربة الأمنية المغربية في تنظيم نهائيات كأس العالم 2022. ولا يشمل التنسيق الأمني بين الدوحة والرباط المجال الرياضي فقط، بل يمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى، بالنظر إلى التجربة الأمنية الرائدة للمملكة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعد زيارة عبد اللطيف حموشي إلى ملعب "لوسيل"، الذي سيحتضن حفل الافتتاح والمباراة النهائية لكأس العالم، الأولى لمسؤول أمني أجنبي يتفقد هذه المنشأة الرياضية القطرية الضخمة. وفي هذا السياق، قال عبد الواحد أولاد ملود، باحث في الشأن الأمني والاستراتيجي، إن "التعاون الأمني بين المغرب وقطر تتويج للعلاقات الوطيدة في الآونة الأخيرة، حيث أسس المغرب لعلاقات متميزة مع البلدان الخليجية بصفة عامة". وأضاف أولاد ملود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قطر تبحث دوما عن شركاء موثوقين لهم خبرة وحنكة، خاصة على المستوى الأمني، لأن كأس العالم يطرح عليها تحديات كبرى ينبغي احتواؤها". وأوضح الخبير الأمني ذاته أن "قطر ستعرف توافدا مهما للدول المشاركة في المونديال بالموازاة مع التوافد الجماهيري الكبير"، مبرزا أن "قطر تعرف المكانة المتميزة للمغرب في تنظيم هذه الملتقيات الرياضية الدولية". واستطرد بأن "الانفتاح القطري على التجربة الأمنية المغربية في تأمين التظاهرات الرياضية ليس وليد اليوم، بل توجد اتفاقيات مشتركة لتعزيز التعاون الأمني في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة". وأردف الباحث ذاته بأن "قطر، على غرار دول الخليج، تثق في القدرات الأمنية والدبلوماسية للمملكة المغربية، وهو ما يدل على نجاح السياسات المغربية في تدبير الأزمات الإقليمية، بما يشمل الأزمة الخليجية التي اندلعت في وقت سابق". وأكد المتحدث أن "التجربة الأمنية المغربية معترف بها عالميا من طرف القوى الكبرى والإقليمية، سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية أو التجهيزات اللوجستيكية"، معتبرا أن "المغرب صار مدرسة أمنية بارزة بالمنطقة في ظل التحديات المطروحة".