وفق طرح تراجيدي، يفتح الفيلم الأمازيغي "ميثاق" للمخرج الحسين حنين النقاش حول الأفكار الدينية المتشددة، من خلال قصة حب بين زوجين تنتهي بطلاق في لحظة غضب لم يكن بإمكان الزوج "عسو" أن يعود إلى حضن زوجته "خديجة" بعد الطلاق بالثلاث، فيضطر إلى البحث عن زوج آخر لها. الحسين حنين، مخرج فيلم "ميثاق"، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "أحداث هذا الفيلم مستوحاة من قصة واقعية، تعكس صورة عن نظرة الجماعات الدينية المتشددة إلى الطلاق، التي لا تحل فيه المرأة المطلقة بالثلاث على زوجها إلا بعد الزواج برجل غيره والطلاق منه". يعيش "عسو" حالة صراع داخلي لعب فيها الدين دورا كبيرا، فتأخذ الأحداث منحى آخر يغير مسار القصة، عند محاولة الزوج البحث عن الخلاص من ورطة العشق الأبدي، وإمكانية تقبل نوم زوجته في حضن رجل آخر، وإقناع نفسه بذلك، واقتسام العيش مرة أخرى مع امرأة كشفت زينتها لرجل غيره. معاناة مريرة وأسئلة حارقة عاشها "عسو"، تعقدت معها فصول الأحداث بعد فشل خطة الزوج بتزويج طليقته إلى صديق كفيف ظنّ أنه سيلتزم بتطليقها مباشرة بعد الزواج منها، لكن الأخير رفض ذلك. وأوضح مخرج الفيلم أن "انتماء الزوج إلى جماعة دينية متشددة كانت له انعاكسات سلبية على حياته الخاصة والأسرية، عند محاولة الزوج إيجاد حل يرضيه لاستعادة زوجته بعد تطليقها للمرة الثالثة؛ في حين انتهت به الواقعة إلى ارتكاب جريمة قتل". وأبرز حنين أن "السينما تنبش في قضايا المجتمع، وتحمل صورته إلى الشاشة من خلال معالجة الكثير من القضايا التي لا تزال تصنف ضمن الأشياء المسكوت عنها، ويمكنها أن تعكس صورة حقيقية عن الواقع". من جهته، أورد أيوب المحجوب، منتج الفيلم السينمائي "ميثاق"، أن "هذا العمل يفتح النقاش حول بعض الأفكار والمعتقدات السائدة في المجتمع المغربي والمجتمعات العربية، بغض النظر عن اختلاف الدين أو الانتماء الفكري". حول اختيار الأمازيغية لغة للفيلم، علق المتحدث بالقول: "الهوية المغربية تتشكل من الأمازيغية والعربية، ونجد دائما أن الأعمال السينمائية الناطقة بالأمازيغية تشكل النسبة القليلة مقارنة بالناطقة بالعربية". ويتنافس فيلم "ميثاق"، الذي يجسد بطولته كل من سناء بحاج وسعيد ضريف، على جوائز وطنية ودولية عديدة؛ من بينها مهرجان" MADRIFF" المقام بإسبانيا، ومهرجان الريف الدولي للفيلم الأمازيغي.