يواصل أولياء الطلبة المغاربة بأوكرانيا خوض وقفات احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي للضغط عليها من أجل تسوية وضعية أبنائهم بعدما أربكت الحرب بين روسياوأوكرانيا سير دراستهم، في الوقت الذي لم تنفذ فيه الوزارة أيا من الحلول التي قدمتها لهم إلى حد الآن. وجدد أولياء الطلبة المغاربة بأوكرانيا، صباح اليوم الأربعاء، دعوتهم إلى وزير التعليم العالي من أجل الجلوس معهم إلى طاولة الحوار، مبدين رفضهم للمقترحات التي قدمها فيما يتعلق بشرط المباراة للولوج إلى كليات الطب، متشبثين بإدماج أبنائهم الطلبة في المعاهد والجامعات المغربية "بدون قيد أو شرط". وخيمت على الوقفة الاحتجاجية السابعة التي نظمتها خلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين قسرا من أوكرانيا أمام وزارة التعليم العالي، أجواء من الغضب، خاصة مع اقتراب السنة الدراسية من نهايتها، وشعور الطلبة بالخوف على مستقبلهم الدراسي في ظل صمت وزارة التعليم العالي. وقال عبد الفتاح الخياط، أب طالب مغربي عائد قسرا من أوكرانيا، إن أولياء الطلبة المعنيين يرفضون ربط عملية إدماجهم في الجامعات والمعاهد العليا بإجراء مباراة، أو عملية "ناقص واحد"، وتعني خفض المستوى الدراسي للطالب بسنة واحدة، موردا: "نجدد تأكيد رفضنا للمباراة ولعملية ناقص واحد". وأضاف: "أبناؤنا دخلوا إلى المغرب بشكل قسري، وعلى السيد الوزير أن يتخذ تدابير استثنائية من أجل تمكينهم من مواصلة دراستهم عبر إدماجهم في المعاهد والجامعات المغربية، كل حسب تخصصه". وعاد الطلبة المغاربة من أوكرانيا تحت وطأة الحرب خلال شهر فبراير الماضي، ولا يزال وضعهم غامضا بعد مرور ثلاثة أشهر، حيث لم يُنفذ إلى حد الآن أي وعد من الوعود التي قدمتها وزارة التعليم العالي، فيما لا يوجد أي حوار بين الوزارة وأولياء الطلبة. في هذا الإطار، قال عبد الفتاح الخياط: "نطالب السيد الوزير بأن يبرمج لقاء في إطار حوار تشاركي معنا كأولياء الطلبة، لأن لدينا مجموعة من الأفكار والاقتراحات نريد أن نتقاسمها معه"، مضيفا: "أبناؤنا في حالة نفسية صعبة، خاصة وأن ملفهم استغرق حيزا زمنيا كبيرا، وإلى حد الآن هناك مجرد وعود لم تتُرجم على أرض الواقع، ونحن ننتظر بفارغ الصبر القرار النهائي المتعلق بإدماجهم بدون شرط". ويرى أولياء الطلبة العائدين من أوكرانيا أن شرْط المباراة للولوج إلى المعاهد العليا والجامعات، يعني عمليا إنهاء المسار الدراسي للطلبة الذين سيرسبون في المباراة، ويَعتبرون أن أبناءهم لديهم كفايات تخوّل لهم الإدماج المباشر. وشدد هؤلاء على أن إدماج أبنائهم بشكل مباشر "يخدم مصلحة المغرب، لأن الأمر يتعلق بأطر جاهزة ينبغي أن يستقطبها المغرب، لأنها ستعزز المنظومة الصحية التي تعاني من خصاص كبير على مستوى الأطر البشرية، والشيء نفسه بالنسبة للمهندسين الذين يحتاجهم المغرب". وبهذا الخصوص، قال عبد الفتاح الخياط: "هناك ازدواجية في خطاب الحكومة، فبينما يتحدث وزير الصحة عن الخصاص المهول في الأطر الصحية، من الأطباء والممرضين، وفي الوقت الذي تحتاج الإدارة العمومية إلى مهندسين، ما زال أبناؤنا ينتظرون تسوية وضعيتهم، ونحن نطالب بتسريع وتيرة حل هذا الملف، وذلك باتخاذ القرار الذي يرضي الجميع". وعلى الرغم من أن الطلبة المغاربة العائدين قسرا من أوكرانيا بسبب الحرب يدرسون عن بعد، إلا أنهم يعتبرون أن هذا النمط غير كافٍ، بينما يواجه الذين وصلوا إلى مرحلة الدروس التطبيقية مشكلا حقيقيا، لاستحالة استفادتهم من التكوين التطبيقي. واقترح أولياء الطلبة على وزير التعليم العالي فتح المعاهد والجامعات أمام الطلبة لإجراء التدابير الميدانية، غير أن المطلب لم يحظ بالتجاوب. ويبلغ عدد الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا قسرا 7206، منهم 4000 يوجدون في دول أوروبية، و3206 عادوا إلى المغرب، بحسب الأرقام التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.