افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت، الاجتماع الأسبوعي للحكومة الأحد بانتقادات قاسية وجهها للمستوطنين، حيث اتهمهم بارتكاب "مذابح" بعد الاضطرابات الكبيرة والهجمات التي نفذوها ضد الفلسطينيين بمناطق من الضفة الغربية، وخاصة مدينة الخليل، خلال الأيام الماضية، وتخللها إطلاق نار. "" وذكّر أولمرت بالاضطهاد والمجازر التي تعرض لها اليهود في تاريخهم لإدانةهذه الهجمات قائلاً: "نحن شعب تأسست ثقافته على ذكرى المذابح، ومشهد اليهود الذين يطلقون النار على فلسطينيين أبرياء لا يمكن وصفه إلا بالمذبحة.. حتى وإن كان المنفذون يهوداً، فالأمر يشكل مذبحة." وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ينتظر نتيجة الانتخابات العامة في فبراير/شباط المقبل ليغادر منصبه: "بصفتي يهودياً، فأنا أشعر بالخجل لأن يهوداً قامواً بأمر مماثل." ووفقاً لبيان أصدره مكتبه، قال أولمرت إنه استخدم كلمة "Pogrom" التي تعني باللغة الياديشية "مذبحة منظمة" لشرح ما تعرّض الفلسطينيون له خلال الأيام الماضية "بعد تفكير طويل،" مشدداً على أنه قرر استخدام المصطلح "بعناية قصوى." كان مستوطنون يهود قد أثاروا أحداث شغب في مدينة الخليل بالضفة الغربية الخميس، بعد أن أخلت قوات من الشرطة الإسرائيلية مستوطنين بالقوة من منزل تعود ملكيته لفلسطيني، فيما فتح بعض المستوطنين النار على فلسطينيين، فأصابوا أحدهم بجروح خطيرة، وفقاً لما ذكرته مصادر فلسطينية لشبكة CNN. وأضافت المصادر أن خمسة فلسطينيين آخرين أصيبوا بجروح. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين وأضرموا النار في أحد منازل في مدينة الخليل، فيما قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد لCNN إن أحداث الشغب التي أثارها المستوطنون اليهود لم تكن منتشرة على نطاق واسع، مشيراً إلى أنه تم تسيير دوريات للشرطة في الضفة الغربية وكان المستوطنون اليهود قد استولوا على المنزل في العام الماضي، زاعمين أنهم اشتروه من رجل فلسطيني، غير أن الرجل الفلسطيني نفسه قال إنه لم يبع المنزل. وقبل أسبوعين أصدرت محكمة إسرائيلية قراراً تطالب فيه بإخلاء المنزل من المستوطنين، وحددت مهلة 30 يوماً لذلك، غير أن المستوطنين تجاهلوا قرار المحكمة حتى الآن. يذكر أن مدينة الخليل غالباً ما تشهد توترات بين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 160 ألف نسمة فيها، وبين 500 يهودي يقطنون في جيب استيطاني داخلها.