تقرير أمني أثث لنظرة جديدة إلى ملف "الإرهاب" "" عائلات المعتقلين تنظم وقفة في الرباط يوم ثاني عيد أصرت عائلات معتقلي "السلفية الجهادية" على أن يتواصل ما أصبح يُنعت ب"الحوار" مع ذويها، وتمنت العائلات نفسها ألا يكون الأمر مجرد دعاية أو إشاعة، وأن يتأتي عيد الأضحى المقبل ب"الفرَج". واتضح هذا الإصرار بعد حسم ذوي وأهل معتقلي قضايا "الإرهاب" في المشاركة في وقفة أمام مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء (ثاني أيام عيد الأضحى)، دعت إليها "جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين"، تحت شعار "حوار جاد وجدي وإيجابي ومسؤول". إلى ذلك واصل حافظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج لقاءاته مع بعض ما يُعرف ب"شيوخ السلفية الجهادية"، وأبرز معتقليها غير المتورطين في جرائم الدم. واتضح أن بن هاشم عبر لهؤلاء، ومنهم محمد عبد الوهاب الرفيقي، الملقب ب"أبو حفص" عن استعداد المندوبية العامة للسجون في التعاون معهم، وتسجيل تظلماتهم ودراستها، وكذا تسجيل تعبير هؤلاء عن حسن نواياهم، وإيضاح أمور قد تكون ظروف سابقة ساهمت في تعقيدها. وحل بن هاشم وفريقه بفاس والقنيطرة، بعد أن كان انتقل إلى تطوان وطنجة، في سياق تفعيل نظرة جديدة إلى ملف "الإرهاب"، مخالفة لتلك التي عقبت ضرب نيويوركوالدارالبيضاء. هذه النظرة الجديدة تكونت لدى الدولة، من خلال أجهزتها الأمنية المختصة، إذ أعدت هذه الأخيرة تقريرا حول حصيلة تعاطي المغرب لملف "الإرهاب"، منذ الهجوم على الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل ظهر يوم 11 شتنبر 2001، وكذا الهجوم على الدارالبيضاء ليلة 16 ماي 2003. كما استحضر التقرير نفسه، حسب مصادر جيدة الاطلاع، نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي كانت ترجح في مراحله الأخيرة فوز الحزب الديمقراطي، ما يعني عمليا عدم استمرار طريقة بوش في التعاطي لملف "الإرهاب الدولي". المعطيات نفسها كشفت ل"الصباحية" أن هذا التقرير تضمن إشارة إلى ضرورة تنقيح حصيلة مكافحة الإرهاب في المغرب، وإثر ذلك ورد مصطلح "محادثة" معتقلي قضايا الإرهاب، ولم يرد مصطلح "محاورة". وفسرت المعطيات ذاتها ذلك أن المتهمين ب"الإرهاب" في المغرب ليس لهم قيادة ومخاطب واحد وواضح، وليست لديهم التوجهات والأفكار نفسها، ما يحيل على أن "محادثة" معتقلي "السلفية الجهادية" غير المتورطين في جرائم الدم، تهدف إلى تحقيق نوع من جبر الضرر، وتدارك مبدأ "الانتقائية" الذي لم يؤخذ به سابقا، وترتب عن ذلك تفكيك 83 خلية "إرهابية"، وهذا عدد لم يسجله أي بلد ذاق طعم الإرهاب. غير أن معطيات توصلت إليها "الصباحية" فسرت هذا الأمر بكون المغرب طبّق أهم البنود الواردة في دفتر تحملات "مكافحة الإرهاب" بالشكل الذي أطلقته الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس جورج بوش. ومن بين هذه البنود إطلاق حملة اعتقالات واسعة في صفوف المشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وتنويع الخلايا، وترديد عبارة "الإرهاب يتهدد البلد والمجتمع الدولي". ولا يعني هذا، حسب المعطيات نفسها، أن المغرب ارتمى بشكل أعمى في أحضان هذه النظرة، بل فعل ذلك لأن المئات من مواطنيه تأثرت إلى درجة الإيمان بالنموذج الأفغاني في العيش والتفكير والعقيدة أيضا، وفي ردة فعل "مجاهديه" تجاه أمريكا، والحسم في ضرورة إعلان "الجهاد" فيها وفي حلفائها.