سافر فيلم "قصائد لمياء" بجمهور مهرجان "سينما التحريك"، الذي يحتضن فعاليات دورته العشرين المعهد الفرنسي بمدينة مكناس، إلى عالم الروحانيات من خلال أشعار جلال الدين الرومي. ويحكي الفيلم سالف الذكر لمخرجه أليكس كرونيمر قصتين متشابكتين لكفاح فتاة صغيرة سورية تهرب من بلدها خوفا من الحرب وقصة صبي تعود إلى ثمانية قرون مضت، فيعبران عبر الزمان والمكان في عالم أحلام مشترك ويساعدان بعضهما للبقاء على قيد الحياة. ونجح المخرج الأمريكي في أن ينقل، من خلال رسومات متحركة، مأساة السوريين والدمار الذي سببته الحرب؛ من خلال تصوير مشاهد لمحافظة حلب محاطة بظلال سوداء، والتعامل مع الثعبان كرمز للشر في عالم الأحلام. وأوضح كرونيمر أن الثعبان يرمز في الفيلم إلى التهديدات الجسدية والنفسية التي تواجهها لمياء طوال رحلتها. وأضاف المتحدث ذاته: "لمياء مثلها مثل جميع اللاجئين السوريين، الذين فقدوا الكثير من الأشياء، بسبب الحرب (الوحش)، وهذه الطفلة فقدت منزلها ومدرستها، ووالدتها التي انفصلت عنها في رحلتها". وتُواجه كل من لمياء والطفل جلال الكثير من المخاطر في مغامرتهما لهزيمة الوحش (الحرب)، وكتابة القصيدة التي ستنقذ حياة لمياء بعد مئات السنين. إلى جانب قصة الطفلة لمياء، ينقل المخرج الأمريكي المهتم بقضايا تنوع الأديان واختلاف الثقافات المتفرج إلى عالم التصوف؛ من خلال قصة جلال الدين الرومي، أبرز أعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيرا على مر العصور. وأبرز المخرج أليكس كرونيمر، في حديثه لهسبريس، أن "فكرة الفيلم بنيت على هدف إنتاج قصة عالمية حول الحب والسلام والوئام، وإظهار من خلال قصة لمياء كيف يمكننا الحفاظ على السلام الداخلي ومواجهة التجارب الحياتية بتفاؤل في أصعب الأوقات". يذكر أن تقديم العرض ما قبل الأول لهذا الفيلم ضمن فعاليات الدورة العشرين ل"فيكام" بالمدينة الإسماعيلية عرف حضور مخرجه أليكس كرونيمر ومنتجه سامي كادي. وجسد بطولة العمل الممثل مينا مسعود بطل فيلم" علاء الدين" في شخصية الطفل "جلال"؛ فيما جسدت الممثلة ميلي ديفيز دور الطفلة "لمياء"، والممثل فران طاهر دور والد رامي، الذي كان له دور كبير في تطور ابنه وتغيير أفكاره. ويتبارى الفيلم على جوائز مهرجان "فيكام" في صنف مسابقة الأفلام الطويلة، وهي مسابقة دولية لأفضل فيلم طويل في مجال سينما التحريك.