قامت السلطات الفرنسية بقتل أزيد من 16 مليون طير داجن خلال ستة أشهر، وذلك منذ بداية ظهور وباء إنفلونزا الطيور بجنوب غرب البلاد، وهو ما بدأ يقلق العديد من الفعاليات الزراعية بالبلدان الأوروبية المجاورة. وبهذا الشأن، أعلنت وزارة الزراعة الفرنسية أنه منذ بدء انتشار وباء إنفلونزا الطيور في نونبر، تمّ ذبح 16 مليون طير داجن في فرنسا، وهو رقم قياسي، لكنها أشارت إلى أنه "تم تجاوز ذروة الوباء في نهاية مارس، وتباطأت سرعة انتشاره". وتظل الأزمات المرتبطة بإنفلونزا الطيور محصورة عادة بشكل عام في جنوب غرب فرنسا، وخاصة في المزارع المخصصة لإنتاج كبد البط. وجرى تسجيل ما يقرب من 500 حالة تفشٍ لهذا الداء في المزارع في العام الماضي، وتم ذبح 3,5 ملايين طير، معظمها من البط. حظر الاستيراد حسب رئيس الجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن يوسف العلوي، فقد "رفع المغرب من درجة اليقظة لمنع تسلل إنفلونزا الطيور إلى البلد"، مشيرا إلى "منع استيراد الطيور من فرنسا منذ ثلاثة أشهر". وأبرز العلوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب حظر استيراد الدواجن من فرنسا بعد ظهور الحالات الأولى من مرض أنفلونزا الطيور"، مؤكدا أن "المغرب بعيد كل البعد عما يقع بجنوبفرنسا". وتابع بأن "الدول الأوروبية شددت من الإجراءات الاحترازية منذ أسابيع، كما أن الوضعية تقتصر على جنوبفرنسا فقط، ولم تعد الحالات كثيرة مثلما كانت في السابق". جدير بالذكر أن السلطات المحلية وجهت مراسلات إلى باقي المسؤولين الإقليميين بعدد من المدن، في وقت سابق، تحثهم فيها على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر، والتبليغ فورا عن أي حالة إصابة يتم تسجيلها. تعزيز المراقبة أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA – أونسا) أن المغرب خال من مرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، إلا أنه نظرا للوضعية الصحية الراهنة بالعديد من الدول، وخاصة الأوروبية، وجب اتخاذ التدابير الاحترازية من طرف السلطات الصحية المختصة بهدف تفادي دخول هذا الداء إلى التراب الوطني. وفي إطار اليقظة الصحية التي يقوم بها "أونسا"، تبعا لمصادرنا، خصوصا بعد الإعلان من طرف المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) عن ظهور عدة حالات لمرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة في العديد من الدول، تم تعزيز الإجراءات الاحترازية ضد هذا المرض تفاديا لدخوله إلى التراب الوطني وتجنب آثاره السلبية على قطاع الدواجن. ولهذه الغاية، اتخذ المكتب منذ سنة 2021 عدة إجراءات وقائية، بتعاون مع المصالح الأخرى، خاصة الدرك الملكي والمياه الغابات والسلطات المحلية، بهدف تعزيز المراقبة الصحية للدواجن على الصعيد الوطني، بحسب مصادرنا من داخل "أونسا". تدابير احترازية قام المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتعزيز المراقبة بنقط الحدود، حيث لا يتم الترخيص باستيراد الدواجن الحية إلا من البلدان أو المناطق السليمة من هذا المرض، طبقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، التي أبرم المكتب معها اتفاقيات صحية سارية المفعول لاستيراد الدواجن الحية. كما أن المغرب لا يسمح باستيراد لحوم الدواجن ومشتقاتها وأعلاف الحيوانات من الدول غير الخالية من هذا المرض، إلا إذا كانت معالجة حراريا طبقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. ويتم إخضاع جميع الشاحنات ووسائل نقل الدواجن لعملية التطهير بنقاط التفتيش الحدودية (طنجة والكركارات). ينضاف إلى ذلك، رصد المرض من خلال أخذ عينات من الطيور المهاجرة في أهم المناطق الرطبة بالمملكة، وتشخيصها في المختبرات التابعة ل"أونسا". وقد تبين أن كل النتائج كانت سلبية إزاء مرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة. وإلى جانب ذلك، يتم تعزيز المراقبة الصحية للدواجن على صعيد وحدات تربية الدواجن بالمناطق الرطبة من طرف المصالح البيطرية التابعة ل"أونسا"، بتعاون مع البياطرة الخواص المعتمدين والمصالح التابعة للمياه والغابات. وعلاوة على ذلك، تم تحسيس المهنيين في قطاع الدواجن بضرورة الحرص على احترام تدابير السلامة البيولوجية بوحدات الدواجن.