شن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هجوما على المركزيات النقابية لقبولها التوقيع على الاتفاق الاجتماعي أمس السبت، 30 أبريل 2022، مع رئيس الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب. واعتبر بنكيران في كلمة له أمام أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد بالرباط بمناسبة احتفالات عيد الشغل، أن "الاتفاق الذي وقعت عليه النقابات أمس السبت لا يرقى إلى ما اقترحته عليها سنة 2016" حين كان رئيسا للحكومة، مضيفا أن النقابات أصبحت أداة في يد "الباطرونات" الكبار. وسخر بنكيران من قرار بعض النقابات عدم الاحتفال بفاتح ماي بدعوى تزامنه مع اليوم الأخير من شهر رمضان. وتساءل: "ما هذه الهشاشة التي أصبحت عليها النقابات؟ وما المانع أن نحتفل يوما قبل عيد الفطر أو حتى يوم عيد الفطر؟"، قبل أن يضيف ساخرا: "يبدو أنهم قرروا صوم 29 يوما فقط". ووجه رئيس الحكومة السابق نداء إلى المنخرطين في النقابات الموقعة على الاتفاق الاجتماعي للانتباه إلى ما يقوم به قادتها. وقال: "أريد أن أقول للمنخرطين في هذه النقابات فِيقُوا من الڭلْبة، إن هذه النقابات أصبحت تتعاون مع كبار الباطرونا". من جهة أخرى، اعتبر بنكيران أن ما يشتكي منه المغاربة ليس غلاء الأسعار، لأن "الأسعار يمكن أن ترتفع، ولا نعرف ما الذي نحن مقبلون عليه، لكن المغاربة يشتكون من الظلم وعدم العدل". وأضاف: "إذا كان الخير يجب أن نوزعه بنوع من العدل، أما إذا كانت الظرفية صعبة، فإن المغاربة عاشوا بالخبز وأَتايْ ومستعدون للعيش به مرة أخرى، لكن يجب أن توزع الخيرات بعدل كذلك". كما عاد بنكيران إلى التشكيك في النتيجة التي حصل عليها حزبه في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن 13 مقعدا لا تعكس حجمه. وقال: "ارتكبنا أخطاء، لكن 13 بْزّافْ"، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب تعرضوا للتضييق بعد الانتخابات في مختلف الإدارات، وكل من تشتم فيه رائحة العدالة والتنمية يتم إبعاده من المسؤولية. وأرجع بنكيران تصدر حزبه للانتخابات لولايتين إلى حكمة الملك محمد السادس الذي رفض أن تمس الانتخابات أكثر من مرة، مشددا على أنه يدلي بمعلومات وليس تخمينات. وتابع متحدثا عن خصوم حزبه دون تسميتهم، قائلا: "حاولوا الايقاع بيننا وبين جلالة الملك، لكن جلالة الملك عاقل ويعرف مصلحة البلد"، متسائلا عن سر تواري متصدري المشهد السياسي حاليا سنة 2011، قائلا: "أين اختبأتم سنة 2011 حينما كان المغرب مهددا؟ لم تتحلوا بالرجولة آنذاك". وشدد بنكيران على أن حزب العدالة والتنمية سيواصل طريقه ولن ينجر إلى إدانة الدولة كما يريد البعض، بل سينتقد في ظل الأدب الواجب. ولم تخل كلمة بنكيران من توجيه رسائل إلى إسرائيل والجزائر. في هذا الصدد، قال: "أريد أن أرد على ممثل إسرائيل في المغرب الذي خرج يصرح فرحا بهزيمة العدالة والتنمية في الانتخابات، أنت عاد جيتي اش دخلك في انتخابات المغاربة؟". وتابع مخاطبا مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط: "أنت الآن تعيش معنا، فلماذا لم تراعوا رئاسة جلالة الملك للجنة القدس واعتديتم على المصلين في الأقصى؟ لماذا لم تراعوا أن جلالة الملك أمير المؤمنين؟ وهل تريدوننا أن نطبع ونسكت عن قتل إخواننا؟". وأضاف: "إذا أردتم أن نتعامل معكم، فيجب أن تعاملوا المسلمين كما يعامل اليهود في المغرب". وزاد قائلا: "ألم تجدوا مكانا للعبادة سوى المسجد الأقصى، نقول لكم إننا لن نتخلى عنه، واعلموا أن المغرب دولة عريقة وليست كسولة عمرها 50 أو 70 عاما"، مشددا على أن الشعوب الإسلامية لن تقبل التطبيع مع إسرائيل إلا بعد منح الفلسطينيين حقوقهم. وأضاف: "بغيتو ديروها دولة للجميع ديروها بغيتو ديرو دولتين ديروها، أما لا هذه ولا تلك فأقول لكم لن تحققوا شيئا"، مشيرا إلى أنه لو كانت الحدود مفتوحة لتوجهت الشعوب الإسلامية إلى الأقصى للدفاع عنه. وذكر بنكيران أن المغاربة ارتبطوا تاريخيا بالمسجد الأقصى وكانوا يزورونه في طريقهم لأداء مناسك الحج، كما أن حارة المغاربة التي هدمتها إسرائيل شاهدة على علاقة المغاربة بالقدس. ووجه رسالة إلى قادة النظام الجزائري، قائلا: "الإخوان الجزائريين رجْعو لله، إن المغرب لا يريد بكم سوء". وتابع بنكيران مخاطبا قادة النظام الجزائري: "المغرب لن يتنازل عن صحرائه، وإذا تنازل فلن يبقى مغربا"، قبل أن يختم كلمته بدعوة مناضلي نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وحزب العدالة والتنمية إلى مواصلة النضال وعدم التراجع بقوله: "حنا مغاربة وممفاكينش".