خيم الدعم الإسباني لمقترح الحكم الذاتي على جلسة مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية وعمل بعثة المينورسو، الأربعاء، بينما تشير مصادر أممية إلى أن "المبعوث الخاص إلى الصحراء سيجمع أطراف النزاع في نونبر المقبل". وقال المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، في ختام جلسة مجلس الأمن الدولي أول أمس في نيويورك، إنه يعتزم القيام برحلة إلى المنطقة لاستئناف العملية السياسية "المشلولة" حاليا. ووفقا لمصادر إعلامية في الأممالمتحدة، فإن دي ميستورا لم يذكر تاريخ بدء الجولة الإقليمية التي يعتزم القيام بها إلى منطقة النزاع، لكنها أشارت إلى أنه سيدشن هذه الجولة قريبا. ولم يحدد المبعوث الخاص في اجتماعه المغلق مع ممثلي دول مجلس الأمن الدولي ما إذا كان سيزور المنطقة خلال جولته الإقليمية، والأطراف المعنية بهذه الزيارة، لكن مصادر أكدت أن "دي ميستورا، الذي كان يتحدث لأول مرة أمام المجلس بعد بداية ولايته، سيقوم بزيارة كتلك التي قام بها في يناير الماضي". وكشفت المصادر ذاتها أن المبعوث الخاص قدم تقريره أمام أعضاء المجلس خلف أبواب مغلقة، لكنه لم يرد التعليق على الجلسة أمام الصحافيين، واكتفى بالقول إن "الخبر السار" هو أن جميع أعضاء المجلس يدعمون جهوده ورئيس بعثة مينورسو (بعثة الأممالمتحدة في الصحراء) لحل النزاع. وقال سفير مشارك في اجتماع مجلس الأمن الدولي، في تصريحات إعلامية، إن الجلسة كانت "شبيهة بجميع الدورات الأخرى حول الصحراء، حيث عمدت الدول المشاركة إلى تكرار موقفها من النزاع". وقام دي ميستورا، المقيم في بروكسل، بإجراء اتصالات دبلوماسية في نيويورك في الأيام الأخيرة، مؤكدا أنه سيظل دائما في الاستماع إلى كل المقترحات، دون أن يكشف عن خطته لإخراج ملف الصحراء من الجمود. وتتمثل العقبة الأساسية أمام دي ميستورا في إعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجزائر والمغرب، حيث تتشبث الرباط بضرورة حضور الجزائر فيها كطرف أساسي في النزاع، وليس كمجرد مراقب. ودافعت إسبانيا عن موقف حكومتها من قضية الصحراء ودعمها لخطة الحكم الذاتي المغربي، بينما أشارت مصادر إلى أن دي ميستورا رحب بالموقف الإسباني الجديد. انهيار البوليساريو عبر ستيفان دي ميستورا عن ترحيبه بالدعم الواسع الذي حصل عليه لإعادة إطلاق العملية السياسية، بعد جولته في المنطقة، كما أعلن عقب الجلسة أنه سيبدأ قريبا جولة جديدة للدفع بالعملية السلمية الرامية إلى حل النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية المغربية. وأشار الخبير في العلاقات الدولية محمد الطيار إلى أن ما يميز هذه الجلسة، "كونها جاءت أياما معدودة بعد حدث مهم شكل منعطفا حاسما في قضية الصحراء المغربية، تمثل في الموقف الإسباني الجديد الذي أعلن صراحة وبكل وضوح اعترافه بسيادة المغرب على صحرائه". وقال الطيار، في تصريح لهسبريس، إن الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن "وقفت على الدعم الدولي المتزايد للمغرب"، مبرزا أن "مقترح الحكم الذاتي أصبح يحظى بدعم كل القوى الدولية الفاعلة في ملف الصحراء". وأضاف: "في وقت انخرطت فيه وبشكل أقوى مما سبق الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا ودول الخليج، وغيرها من الدول الوازنة، في الدفع بالمقترح المغربي لفك النزاع، مازال النظام العسكري الجزائري يرفض العودة إلى المحادثات بصيغة" الموائد المستديرة. وبالموازاة مع جلسة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، يتابع المتحدث ذاته، "لم يكن فقط موضوع الموقف الإسباني الجديد من قضية سيادة المغرب الكاملة على صحرائه وحده الذي شكل حضورا ملحوظا، ففشل المشروع الانفصالي أصبح حقيقة ماثلة أمام الجميع، ومؤشرات تفكك البوليساريو الوشيك أصبحت بارزة هي الأخرى على نطاق واسع".