تركز اهتمام الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على مواضيع أبرزهاº الأزمة الاقتصادية والأحوال الجوية والقضايا الاجتماعية والأوضاع في أوكرانيا وتركيا وسورية وجنوب السودان ومصر، إلى جانب مواضيع وتعليقات مختلفة. ففي إسبانيا، عادت الصحف مرة أخرى إلى الجدل الدائر حول القانون الجديد المقيد للإجهاض بالبلاد، الذي صادقت عليه الحكومة المحافظة، والذي كان محط انتقادات داخل البلاد وخارجها. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (إلباييس) في صفحتها الأولى أن إصلاح قانون الإجهاض أثار أصواتا منتقدة حتى داخل الحزب الشعبي (الحاكم)، مضيفة أن مندوبة الحكومة بمدريد كريستينا سيفوينتس دافعت عن القانون الجاري به العمل، قائلة في الوقت نفسه إنها تحترم قرارات حزبها. ونقلت اليومية، المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي المعارض، عن المتحدث باسم الحزب الشعبي ببرلمان إقليم الباسك قوله إنه "غير موافق على أحكام القانون الجديد"، وأيضا دعوته، في المقابل، لحزبه بترك أعضائه أحرارا في تصويتهم على هذا النص. ومن جهتها أوردت صحيفة (أ بي سي) حوارا لوزير العدل، ألبرتو رويز غالاردون، الذي دافع عن قانون الإجهاض بأنه "الأكثر تقدما وتطورا للحكومة"، مضيفا أنه مقتنع بأنه لن يكون هناك أي شروخ داخل فريق الحزب الشعبي عند التصويت على هذا القانون في البرلمان. وشدد غالاردون، في الحوار الذي خص به اليومية الموالية لحزبه، على أن "كل ما قدم في هذا القانون لن يتم إلغاؤه"، مضيفا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة بشأن هذا النص وتبعاته. وبدورها نشرت صحيفة (لا راثون) مقابلة مع غالاردون أكد فيه أن "قانون الإجهاض هو التزام للحزب الشعبي وأنه لن يتم تغييره في مجلس النواب". وفي ألمانيا، ركزت الصحف اهتمامها على أزمة الحكومة في تركيا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (شتوتغارت ناخغيشتن)، تحت عنوان "بسبب اتساع فضيحة الفساد رئيس الوزراء أردوغان يتعرض لمزيد من الضغوط"، أن فقدان عدد من وزراء الحكومة التركية لشعبيتهم في أعقاب التهم الرسمية الموجهة لأبنائهم في قضية فساد مالي ورشوة، عرضت رئيس الوزراء، رجب طيب أوردوغان، لضغوط كبيرة غير مسبوقة، من خلال دعوات إلى الاستقالة. ومن جانبها، تحدثت صحيفة (فرانكفورت روندشاو) عما أسمته ب"نقطة تحول" حصلت في السياسة التركية، مشيرة إلى أن تعديل وزاري طال نصف مجلس الوزراء بسبب التحقيق في فضيحة الفساد يعد خطوة هامة إلا أن القضية "لم تنته بعد"، إضافة إلى أن رد فعل أردوغان جاء بعد فوات الأوان. ولاحظت الصحيفة أن حكومة أردوغان بدأت بمكافحة الفساد المستشري في تركيا، إلا أنها في الوقت نفسه، بدت "أكثر جشعا" من سابقاتها. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن رئيس الوزراء التركي مازال يرى بلاده "ضحية القوى الدولية"، وضحية "مؤامرة من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل"، مشيرة إلى أن أودوغان ما يزال يتشبث ب"نظرية المؤامرة"، على الرغم من أن الوزراء أجبروا على الاستقالة على خلفية تهم الرشوة والفساد. وأعربت عن اعتقادها بأن أردوغان ما تزال أمامه الكثير من الملفات لمعالجتها بعد الكشف عن الملايين من الدولارات التي تم تحصيلها من معاملات غير قانونية مع إيران وحول تراخيص بناء واسعة في اسطنبول وغيرها. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (فولكسشتيمه) أن عوامل مجتمعة تكاثفت على أوردوغان من بينها الداعية الإسلامي، التركي فتح الله غولن، الذي يعيش في الولاياتالمتحدة ويعمل جاهدا للإطاحة به عبر الاستفادة من احتجاجات الشارع، إلى جانب قضايا استراتيجية كالعلمانية وقبوع عدد من الجنرالات في السجن وتحرك أحزاب المعارضة. واعتبرت الصحيفة أن أوردوغان لم يعد لديه برنامج لإظهار مدى ديمقراطية تركيا. وفي فرنسا، تطرقت غالبية الصحف الحزبية لارتفاع معدل البطالة في البلاد بنسبة 0,5 خلال شهر نونبر الماضي، مشيرة إلى أن الأرقام التي نشرتها وزارة العمل تؤكد أن هدف عكس منحنى البطالة إلى غاية متم 2013 لن يتم بلوغه. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبيراسيون) أن كسب الرهان الكبير للرئيس فرانسوا هولاند أضحى بعيد المنال بعد ارتفاع معدل البطالة في نونبر الماضي، مؤكدة أن الالتزام بتخفيض نسبة البطالة متم سنة 2013 أضحى مسألة معقدة. وأضافت الصحيفة أن عدد طالبي الشغل من فئة (أ) أي الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن مارسوا أي نشاط، ارتفع ب17 ألفا و800 خلال الشهر الماضي (بزائد 0,5 في المائة). ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أنه على الرغم من الأرقام المنشورة من قبل وزارة العمل، فإن الحكومة تواصل التأكيد على أن منحنى البطالة قد بدأ في الانحدار خلال الفصل الرابع من سنة 2013 . أما صحيفة (لاكروا) فقالت، من جانبها، إنه يتعين أن تتجنب ردود الفعل والخطابات السياسوية الكلاسيكية، مشيرة إلى أن وضعية التشغيل بفرنسا تستحق جهودا أفضل. واعتبرت الصحيفة أن أرقام البطالة المعلن عنها تشكل خبرا سيئا للرئيس فرانسوا هولاند الذي اعتمد على قدرة حكومته على عكس منحنى البطالة قبل متم السنة. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالوضع في سورية وملف تخصيب الأورانيوم في إيران. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) حوارا مع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، أشار فيه إلى أن سورية يجب أن تبقى دولة موحدة، غير مقسمة حتى لا ينطلق من أراضيها خطر تنفيذ الأعمال الإرهابية وانتشار أسلحة الدمار الشامل، مشددا على منع تحويل هذا البلد العربي إلى دولة ترابط فيها بشكل دائم مجموعات "تنظيم القاعدة" وغيره من التنظيمات الإرهابية. من جهتها تطرقت صحيفة (كاميرسانت) لموضوع الحرب السورية، الذي تصدر على مدار السنة أخبار العالم، حيث عاش النظام والمعارضة في توتر مستمر. وسجلت الصحيفة أنه بغض النظر عن تفادي التدخل العسكري الخارجي بفضل مبادرة موسكو بشأن تدمير السلاح الكيماوي السوري، إلا انه تم تدويلها، أي أنها لم تعد حربا داخلية، موضحة أنه بعد الهجوم الكيماوي بضواحي دمشق، بدا التدخل العسكري الخارجي أمرا لا مفر منه، وكانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على وشك توجيه ضربات عسكرية لنظام الأسد. وخلصت إلى أنه "لو كان حدث ذلك لخلق أزمة دولية هي الأخطر منذ غزو العراق سنة 2003 ". أما صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) فذكرت أن عددا من المشرعين الإيرانيين وضعوا مشروع قانون يلزم الحكومة ببدء تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 في المائة في حال فرض عقوبات جديدة على إيران من جانب الدول الغربية. وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع يحمل وصف "عاجل جدا" مما يعني أن البرلمان الإيراني قد يناقشه في غضون أسبوع، وأنه تمت إحالة مشروع القانون الذي وقعه 100 من أصل 290 نائبا إلى رئاسة البرلمان الإيراني الأربعاء الماضي. وفي بريطانيا، سلطت الصحف البريطانية الضوء على تصاعد وتيرة أعمال العنف في مصر، حيث تنخرط الحكومة الانتقالية وقوات الأمن في لعبة شد الحبل مع جماعة الإخوان المسلمين التي تدعم الرئيس المعزول محمد مرسي. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن دائرة الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بمصر قد تزداد اتساعا وخطورة في ظل تفاقم موجة أعمال العنف إثر إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" عقب اعتداء المنصورة. وأضافت الصحيفة أنه مباشرة بعد هذا القرار، وقع انفجار قنبلة تقليدية الصنع داخل حافلة بحي مدينة نصر شمال القاهرة، مما خلف إصابة خمسة أشخاص بجروح، فيما تم تفكيك قنبلة ثانية تم وضعها غير بعيد عن الأولى من طرف خبراء المتفجرات. ومن جانبها، أشارت صحيفة (الغارديان) إلى ارتفاع وتيرة أعمال العنف في مصر على بعد أسابيع قليلة من إجراء الاستفتاء حول الدستور الجديد، مشيرة إلى اعتداء المنصورة الذي أسفر عن مصرع 15 شخصا أغلبهم من رجال الشرطة، والذي أعلنت جماعة (أنصار بيت المقدس) الجهادية، المتواجدة في صحراء سيناء المصرية، المسؤولية عن تنفيذه. أما صحيفة (الاندبندنت)، فتطرقت من جهتها إلى إصرار الحكومة الانتقالية التي نصبها العسكر على محاربة المتشددين الإسلاميين وإعادة النظام والاستقرار إلى البلاد. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالأزمة السياسية الصعبة في تركيا بعد قضية الفساد الكبيرة المتورط فيها أقارب عدد من الوزراء، إذ كتبت صحيفة (لو سوار) أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، يواجه أزمة سياسية خطيرة عقب قضية الفساد هذه، وذلك بسبب الخلاف بين الحكومة وحركة غولن. وتحت عنوان "حكومة جديدة. وبعد¿''، لاحظت يومية (لا ليبر بلجيك) أن الفريق الجديد قد لا يتمكن، بأهداف يبدو محدودة، من إخارج أردوغان من هذا المأزق الذي وقع قيه بعد مظاهرات يونيو الماضي، مشيرة إلى أن التحقيق متواصل، وقد يؤكد تورط وزرائه بل وقد يطاله هو أيضا. وفي هولندا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في جنوب السودان، إذ كتبت يومية (أن إر سي) أن "تعزيزات أممية ستصل خلال ال48 ساعة القادمة إلى جنوب السودان"، مشيرة إلى أن وحدات تابعة لقوة الأممالمتحدة لحفظ السلام ستصل في غضون 48 ساعة إلى المنطقة، وأن الأممالمتحدة تخطط، أيضا، لتجهيز قواتها بمعدات ومروحيات. ومن جهتها، أوردت صحيفة (فولكس كرانت)، التي تحدثت عن اكتشاف مقابر جماعية، أن إرسال قوات إلى جنوب السودان يروم وضع حد للعنف في هذه المنطقة ومنع نشوب حرب أهلية بعد نحو أسبوعين من الاقتتال الدائر بين الفصائل المتناحرة. كما تطرقت اليومية إلى حالة سجناء من حركة شباب 6 أبريل المصرية دخلوا في إضراب عن الطعام، احتجاجا على ما وصفوه بالعنف النفسي وعدم المساواة في المعاملة مع باقي السجناء، وهو ما أنكرته السلطات المصرية بشكل قاطع. أما صحيفة (تراو) فنشرت حوارا مع عمدة بلدية روتردام الهولندي من أصل مغربي، أحمد أبو طالب، بعنوان "أوروبا لا تعير اهتماما كبيرا للمدينة"، انتقد فيه إهمال المفوضية الأوروبية للمدن وتركيزها أكثر على البلدان، مشيرا إلى أن "نصف ميزانية الاتحاد الأوروبي تذهب للزراعة، وهو أمر غير معقول". وفي السويد، تناولت الصحف الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة في البرازيل، وأوردت صحيفة (داغينس نيهيتر)، في هذا الصدد، أن عدد ضحايا الأمطار الغزيرة بهذا البلد بلغ 44 قتيلا على الأقل، مضيفة أن السلطات تشير إلى أن أزيد من 60 ألف شخص باتوا بلا مأوى بعد أسابيع من الأمطار بجنوبالبرازيل. أما صحيفة (افتونبلاديت)، فتطرقت للوضع في مصر التي كثفت بها السلطات ضغوطها على جماعة الإخوان المسلمين بعد إعلانها "منظمة إرهابية"، مشيرة إلى إلقاء القبض مؤخرا على 38 شخصا يشتبه بانتمائهم أو دعمهم لهذه الجماعة، التي تتهمها الحكومة المصرية بالوقوف وراء الهجوم على مقر للشرطة في المنصورة ليلة عيد الميلاد. وفي البرتغال، واصلت الصحف تعاليقها على قرار الرئيس انيبال كافاكو سيلفا عدم طلب رأي المحكمة الدستورية بشأن مطابقة الموازنة العامة للدولة برسم سنة 2014 مع الدستور، وكتبت صحيفة (لوجرنال دي نوغوسيو)، في هذا الصدد، أن الحزب الاشتراكي، المعارض، انتقد الخيار الذي تبناه كافاكو سيلفا، معتبرا أنه ''يتعين تقديم الميزانية للسلطة التقديرية للمحكمة قبل دخولها حيز التنفيذ في يناير المقبل". ومن جهتها، أكدت يومية (دياريو إيكونوميكو) أن الاشتراكيين "أعربوا عن أسفهم" لقرار الرئيس كافاكو سيلفا، مشيرة إلى أن الحكومة لم تكمل بعد خطة "ب" لتعويض رفض المحكمة التي فرضت رقابة على إجراء رئيسي لكنه محل انتقاد وهو ميزانية 2014 التي تنص على اقتطاعات بنسبة 10 بالمائة في معاشات الموظفين التي تتجاوز 600 أورو في الشهر. ومن جهتها، كتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن أبرز نقابة في البلد والمقربة من الحزب الاشتراكي، اعتبرت أن "الرئيس متواطئ مع سياسة الحكومة المعادية للمجتمع"، فيما أوردت يومية (بوبليكو) أنه أمام رئيس الدولة مهلة قصيرة (إلى غاية 6 يناير) لاتخاذ قرار بخصوص الميزانية، مذكرة بأنه كان قد طلب في السنة الماضية رأي المحكمة الدستورية بشأن دستورية الميزانية. وفي إيطاليا، تطرقت الصحف للأضرار التي لحقت عددا من مناطق البلاد، لاسيما الشمال، جراء الأحوال الجوية السيئة التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين، إذ أشارت (لا ريبوبليكا) إلى الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي تساقطت على ليغوريا شمال إيطاليا، واصفة "الوضع بالخطير جدا". وتحت عنوان "تساقطات ثلجية قياسية بجبال الألب"، كتب (إيل كورييري ديلا سيرا) أن مدينة كورتينا، الواقعة على ارتفاع 1200 متر بجبال فينيتي، عاشت أول أمس الأربعاء في ظلام حالك جراء انقطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن المناطق الشمالية شهدت فيضانات وانهيارات أرضية. ومن جهتها، اعتبرت (المساجيرو) أن حصيلة "عاصفة عيد الميلاد" ثقيلة جدا، لاسيما بمنطقة ليغوريا، مشيرة إلى تسجيل "انهياران ثلجيان، وقتيل واحد، وانهيارات أرضية وفيضانات، وعدد من النازحين والمصابين وإغلاق جسور وطرق في وجه حركة السير". وفي بولندا، تركزت تعليقات الصحف حول الوضع بأوكرانيا، متهمة سلطات كييف بالمشاركة في ترهيب أعضاء المعارضة "المسؤولين" على استمرارية المظاهرات بوسط العاصمة الأوكرانية. وأوردت (لاغازيت إلكتورال) أنه بعد الضرب والتعنيف الذي تعرضت له صحفية مقربة من المتظاهرين، هاجم النظام الحاكم نشطاء المعارضة، متهما إياهم بالتحريض على الاعتصام وسط كييف على بعد أيام من احتفالات رأس السنة الجديدة، التي هي عطلة يقضيها الأوكرانيون عموما بين الأسرة. ومن جهتها، اتهمت صحيفة (لاريبوبليكا) روسيا بدفع السلطات الأوكرانية إلى التطرف في موقفها، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في حرب دعائيةº مفادها أن كييف لا يمكنها مواجهة مشاكلها الداخلية، وأنه يعتقد أن انهيار الاتحاد السوفييتي "أكبر كارثة جيو-سياسية في القرن العشرين".