في خطوات متثاقلة، لوحدها تكاد تسير بجنب الحائط في زحمة أعياد الميلاد، بقرب ممر جناح رقم 14 بمحطة القطارات المركزية للعاصمة ستوكهولم. أناديها في شفقة باسمها من أجل التحية بلهجة مغربية. تنظر إلي في نظرات، وكأنها تعاتبني وهي تتابع سيرها الحلزوني في ﻻمباﻻة. ليلى k، كما كان يلقبها اﻹعلام والوسط الفني السويدي، أميرة البوب من أصول مغربية. هي سميرة الخليفي من مواليد 1971 بمدينة يوتبوري الواقعة في جنوبالسويد. وبزغ نجم سميرة خاصة عندما حازت أسطواناتها الغنائية على أكثر المبيعات بأوربا سنة 1993، بعدما اختيرت أفضل مغنية في القارة اﻷروبية. وشاءت اﻷقدار أن تختار هذه النجمة طريق التيه، بسبب تعاطيها المفرط للكحول، حيث إنه بسببه فقدت المغنية ذات الأصول المغربية رونقها لتعيش بقية حياتها شريدة في شوارع ستوكهولم، بدون معين وﻻ مأوى. رفضت سميرة الإجابة وأنا أسألها عن حالها. لكن نظراتها في دموع تناثرت فجأة في صمت على إثر كلام أحد المارة، رجل مغربي أربعيني وهو يناولها شيئا من النقود؛ كأنها كانت تعبر عن اﻹجابة على سؤالي. اﻵن تعلم النجمة الآفلة قيمة نصيحة أبيها الذي رفض بشدة أن تدخل عالم الفن السويدي، غيرها أنها طاوعت هواها وأحلامها الوردية بأن تكون مطربة مشهورة، يشار إليها بالبنان في بلاد السويد وخارجها. رفض والدها الذي قابلته بالصد مازال يمزق روح ليلى k بين أزقة العاصمة السويدية، حيث البرد القارس، أشد منه قساوة الزمن، وهو ما بدا جليا في آخر أغنية لها، وهي تطلب العفو من أبيها في حزن دفين مازالت تكابده.. تلكم كانت مقتطفات من قصة مغربية عرفت المجد الفني بعيدا عن ذويها، بيد أن الشهرة سرعان ما اندثرت لتجد سميرة الخليفي نفسها في طريق الضياع والتشرد، دون أن يأبه لها أحد، فيما هي مازالت ترفض الحديث في طريقها عبر ممر رقم 14.