اعتقلت الشرطة التركية أبناء ثلاثة وزراء في إطار التحقيقات في قضية رشوة مزعومة لبعض الموظفين العموميين، بيد أن الشرطة لم تعثر على أي دليل جنائي ضدهم. ويقول مسؤولون إنه تم اعتقال أبناء وزير الداخلية ووزير الاقتصاد ووزير البيئة. ومن بين المحتجزين العشرين على الأقل الذين تم اعتقالهم في مداهمات ساعة الفجر بإسنطبول وبالعاصمة أنقرة، يوجد أيضا رجال أعمال معروفين. وحسب ما ورد، أنه تم القبض على مسؤول كبير في واحد من أكبر بنوك تركيا، "هالك بنك" الذي تدير الدولة، بعد أن داهمته الشرطة. وبعد انتشار الخبر، نزلت أسعار البنك بنسبة %5. وداهمت أيضا مقر شركة بناء كبيرة يملكها ملياردير البناء "علي أغغلو". وتقول بعض التكهنات التي نقلها موقع "بي بي سي" إن هناك علاقة بين المداهمات التي وقعت، وبين نزاع حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" مع أحد رجالات الدين المسلمين المعروفين بالبلد: "البارز فتح الله غولن". إذ أن الذين اعتقلوا كان متورطين في إحداث بلبلة في البلد حول النزاع المذكور. وعلى الرغم من أنه يعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يتمتع "غولن" بنفوذ واسع داخل المشهد السياسي التركي. ومعروف أنه يعترض على خطط الحكومة لإلغاء المدارس الخاصة، إذ كثير من تلك المدارس تديرها حركته الدعوية. وتعهدت حكومة "أردوغان" بالتعامل مع الفساد في تركيا من جذوره العميقة. وتأتي هذه النزاعات في الوقت الذي تستعف فيه تركيا لإجراء انتخابات محلية في العالم المقبل. ويجري النظر إليها على أنها اختبار لشعبية "أردوغان" بعد الاحتجاجات السابقة من هذا العام.