في أول رد فعل على قرار "طرد" حزب الاستقلال لعدد من قيادييه، الذين ينتمون إلى تيار "لا هوادة"، قال هشام العبدلاوي، القيادي بالحركة المناوئة لتوجهات الأمين العام، حميد شباط، إن قيادة الحزب تحاول إفراغ المجلس الوطني المطعون في شرعيته من القيادات التي تناهض خطاب شباط". واعتبر العبدلاوي (يمين الصورة)، في تصريحات لهسبريس، أن "شباط صار يمثل مسارا ديكتاتوريا أحاديا يتجلى في كونه لا يقبل الديمقراطية، ولا الرأي الآخر"، مضيفا أن "قيادة الحزب حاليا خائفة ومرتبكة، وقرارها ذاك يشبه رقصة الديك المذبوح كما يقال". ولفت القيادي ب"لا هوادة" إلى أنه يتعين على شباط أن يطبق هذا القرار على نفسه أولا، باعتبار أنه يسير نقابة الحزب، بالنظر إلى حالة التنافي بين وجوده على رأس نقابة "الاتحاد العام للشغالين"، وقيادته للحزب في نفس الوقت"، متابعا بأنه "ليس من حق شباط اتخاذ قرار كهذا، مادامت هناك دعوى قضائية تطعن في شرعية الأجهزة القيادية بالحزب". وعلى المستوى القانوني، يضيف العبدلاوي، لا توجد هناك لائحة معينة لدخول أو خروج أعضاء المجلس الوطني للحزب، فالكثيرون لم تعطهم الفرصة للتحدث، أو تسجيل أسمائهم، حتى تتذرع قيادة الحزب في قرارها بمسألة الغياب وعدم الانضباط". واسترسل المتحدث بأن "قيادة حزب الاستقلال بدأت تؤسس لنهايتها، على اعتبار أنها لا تقبل الاختلاف، وتريد تكريس مفهوم القدسية للشخص والمسير، وهو الأمر الذي ينسحب على حالة شباط الذي يمسك بتلابيب الحزب، ويقوده إلى الهاوية" على حد تعبير العبدلاوي. وبخصوص ما ورد في بلاغ المركز العام لحزب الاستقلال، حيث أشار إلى ما سماه "تبخيس مجموعة من أعضاء المجلس الوطني عمل مؤسسات الحزب"، قال العبدلاوي إنه من "المضحكات المبكيات الحديث عن التبخيس، وتفعيل القانون ضد بعض القيادات تحديدا، بينما لم يتم القيام بأي إجراء ضد سلوكيات وتصرفات قام بها آخرون". ويشرح القيادي في "بلا هوادة" بأنه مثلا "لم تتخذ قيادة حزب الاستقلال أي إجراء ضد البرلماني، عادل تيكيشيطو، بعد إعلان موقفه من حفل الولاء، كما غضت الطرف عن استخدام أسلوب مشين يتمثل في الاحتجاج بواسطة الحمير في شارع يحمل اسم رمز التحرير". وزاد العبدلاوي بأنه "من مظاهر تبخيس عمل مؤسسات الحزب بالفعل، ما حدث قبل أيام خلت عندما قاطع نواب الفريق الاستقلالي للجلسة المخصصة لمناقشة ميزانية البلاط الملكي"، بدعوى الاحتجاج على محمد الوفا، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكومة. وخلص العبدلاوي إلى أنه "خلال سنة واحدة حدثت كافة الانحرافات التي طالت الحزب وسمعته، فكيف بما تبقى من سنوات ولاية شباط"، يتساءل القيادي في "بلا هوادة"، قبل أن يؤكد أن "ما يحدث دليل على أن المناوئين لسياسية شباط يسيرون في الطريق الصحيح" وفق تعبير المتحدث.