بعدَمَا حامتِ الشكوك، سنواتٍ طوال، حول المهاجرِ المغربِي، قربال دندُون، على خلفيَّة اتهامهِ بقتلِ زوجته كريمة بنهلال، عامَ 2005، اهتدَى القضاء الفرنسِي، فِي الثالث عشر من ديسمبر الحالِي، إلى قولِ كلمتهِ الفصل، مدينًا الزوج ب25 عامًا من السجن، رغمَ غيابِ أيِّ دليلٍ مادِيٍّ على تنفيذِ الجريمة، ورغم أنَّ جثَّة المختفيَة لم يعثرْ عليها حتَّى اللحظة. الزوج المدان بربع قرنٍ من السجن، ظلَّ ساكنًا لدَى النطق بالحكم، أما أقارب "كريمة" يصيحون رفضًا للحكم، والأخُ الأصغر للمختفيَة يتساءل "أين أختِي"، في الوقت الذي اعتبر فيه المدعِي العام، باترِيس كامبيرُو، العقوبة، فِي محلهَا. وتعودُ قصَّة اختفاء كريمة بن هلال، التِي اختفتْ قبل 7 سنواتٍ، إلى علاقتها بزوجها، قربال دندوني، الذِي حلَّ بفرنسا في تسعينات القرن الماضي، قادمًا من الدارالبيضاء، وتزوج بالضحيَّة سنة 1998، وظلَّ متشبثًا بالتحقيق الذِي فتحَ في القضيَّة يوم الإثنين الماضِي، مؤكدًا أنَّ زوجته رافقته إلى المغرب وانسلَّتْ منه على حِين غرَّة فِي بوردُو. المتهم قالَ أيضًا أمام المحكمة إنَّهُ رأى زوجته بعد العودة من المغرب، في موقفِ سياراتِ العمارة، بمنطقة سوايُو فِي أنجولِيم، رفقةَ رجلين قويي البنية، وفقَ زعمه، من أجل إفراغ الشقَّة، وهي رواية رفضها المدعِي العام، باتريس كامبيرو، واعتبرها مجرد كذبٍ غير متناسق، ذاهبًا إلى أنَّ اختفاءَ كريمة كانَ مخططًا له بدقة، من طرف الزوج الذِي دبرَ عودتهُ إلى المغرب، والعودة منه دونها إلى فرنسَا. وفيما ظلَّتْ الأسئلة مطروحة حول طريقة دخول زوجته الثانيَة، ربيعة الديانِي، إلى فرنسَا، لمْ تقدم الضرَّة أيَّة مساعدةٍ أو قرائن كان من الممكن أنْ تعجلَ بحلِّ اللغز والاهتداء إلى مصير كريمة، قائلةً إنَّ مهربًا ساعدهَا على دخُول إسبانيَا، دون أنْ تستقرَّ على روايةٍ واحدة، بتأكيدها تارةً أخرى، أنَّها دخلت فرنسا مع زوجها وابنها. وأمام غيابِ الجثة، وانعدام اعتراف الجانِي، حددَ المدعِي العام، الجريمة فِي الساعات الثمانيَة التِي فصلتْ بين الحلول بطنجة، والوصول المتأخر لقربال إلى بيت العائلة بالدارالبيضاء، والسحب المتقطع من بطاقتها البنكيَّة، بداية غشت 2005، فيما ظلَّ الزوج متشبثًا بقوله إنَّه تركها في محطَّة بوردُو، وهو ما استبعدهُ المدعِي العام، الذِي أكَّدَ عدم إيجاد أثر لها، فِي المدينة بأكملها، التِي بحث فيها المحققون عن كريمة، حتَّى بالمواخير، لكنْ دون جدوَى. الملف الذِي اعتبرهُ محامُو المتهم فارغًا، على اعتبار أنَّ الاختفاء الطوعِي لكريمة لمْ يتم الكشف عنه بما فيه الكفاية بعد، استرعَى اهتمامًا منقطع النظير، وفقَ قضائيين تابعُوا الملف، حتى أنَّ المدعِي العام وقاضِي التحقيق، خرجَا بنفسيهما للبحث عن كريمة في السجون والمستشفيَات. وفيمَا أغلقَ القضَاء فِي فرنسَا ملفَّ بنهلال، التي ظلَّ اختفاؤُها لغزًا محيرًا لأسرتها وللقضاء، منذ صيف 2005، بإدانة الزوج، ب25 عامًا من السجن، لمْ يشفَ غليلُ أهلِ الضحيَّة، بعد، بحيث لمْ يكفُّوا فِي المحكمةِ عن الإعرابِ عن أملهم فِي إيجادهَا وإنْ جثَّة ماتت قبل سنوات، "المهم ألَّا تبقَى مفقودةً إلى الأبد".