من المرتقب أن تُحوّل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) أرباحا قياسية لفائدة الدولة تناهز 8,1 مليار درهم برسم سنة 2021. وحسب النتائج المالية الصادرة عن المجموعة، فإن مجلس الإدارة، المنعقد في 15 مارس الجاري، اقترح توزيع هذا المبلغ القياسي لفائدة المساهم، أي الدولة، على هامش النتائج الاستثنائية المحققة سنة 2021. وسجلت المجموعة خلال السنة الماضية أداء جيدا تجلى في ارتفاع رقم معاملات إلى 84,3 مليارات درهم مقابل 56,1 مليار درهم سنة 2020؛ فيما بلغ هامش الربح الإجمالي 55,2 مليار درهم مقابل 36,4 مليارات درهم في 2020، وبلغت نسبة هامش الربح 66 في المائة. وفيما يخص الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك (EBITDA) فقد ناهز 36,2 مليار درهم مقابل 18,6 مليارات درهم سنة 2020؛ وهو أفضل نمو مسجل منذ أزيد من عقد، حيث ارتفع بنسبة 94 في المائة على أساس سنوي، وهو ما ساهم في تحقيق هامش قوي للربح (EBITDA) في حدود 43 في المائة مقابل 33 في المائة سنة 2020. وقد عرف حجم الاستثمارات هو الآخر ارتفاعا ملحوظا، حيث قامت المجموعة باستثمار غلاف مالي قدره 13,1 مليار درهم، مقابل 9,5 مليارات درهم سنة 2020. وجاء ضمن بيان النتائج المالية للمجموعة أن الدينامية الإيجابية للأسعار تواصلت خلال السنة الماضية، حيث وصل سعر الأسمدة الفوسفاتية إلى أعلى مستوى له منذ سنوات عديدة، مدعوما بشكل أساسي بالطلب القوي والعرض المحدود. وتأتي هذه النتائج الإيجابي في ظل تعزز الطلب في معظم المناطق المستوردة، بسبب ارتفاع أسعار المحاصيل؛ وهو ما يعكس الوضع المالي الجيد للمزارعين، وكذا انخفاض مستويات المخزونات في الأسواق الرئيسية. وقد ارتفع رقم معاملات الصخور الفوسفاطية بنسبة 32 في المائة على أساس سنوي. ويرجع هذا الارتفاع بالأساس إلى تحسن الأسعار التي رافقت الاتجاه التصاعدي لأسعار الأسمدة وارتفاع حجم الصادرات، خاصة نحو أوروبا وآسيا. وقد ساهم ارتفاع أسعار البيع في رفع رقم معاملات الحامض الفوسفوري والأسمدة الفوسفاتية بالعملة المحلية، على التوالي، بنسبة 51 في المائة و57 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وقد تأثر هذا الأداء جزئيا بانخفاض صادرات الحمض نحو آسيا خاصة الهند، حيث تطورت تشكيلة المنتجات. كما تأثر بتراجع أحجام الأسمدة المصدرة والناتج أساسا عن تدني مستويات مخزون مجموعة OCP، في بداية سنة 2021؛ بالنظر إلى الأحجام القياسية للإنتاج والتصدير التي تم تحقيقها سنة 2020، إلى جانب انخفاض الطلب في أوروبا وتأخر الدعم الحكومي في الهند. كما ساهمت الكفاءة التشغيلية للمجموعة وارتفاع أسعار البيع في تعويض ارتفاع تكاليف الكبريت والأمونياك. وتجسد ذلك من خلال ارتفاع هامش الربح بنسبة 52 في المائة بالعملة المحلية، حيث بلغ 55,2 مليار درهم مقابل 36,4 مليارات درهم سنة 2020. وعلى مستوى الدين المالي الصافي، ذكرت المجموعة أنه بلغ 46 مليار درهم مع نسبة الرافعة المالية في حدود 1,24 في نهاية دجنبر 2021. وقد نجحت المجموعة خلال السنة نفسها في إصدار سندات دولية بقيمة 1,5 مليارات دولار؛ منها 750 مليون دولار على مدى 10 سنوات بنسبة 3,75 في المائة سنويا، و750 مليون دولار على مدى ثلاثين سنة بنسبة 5,125 في المائة سنويا. نتائج قياسية وإنجازات مهمة تعليقا على هذه النتائج، قال مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة OCP، إن سنة 2021 "كانت حافلة بالنتائج القياسية والإنجازات المهمة، حيث تميز بأداء ممتاز في الربع الأخير من السنة. وقد مكن الارتفاع التدريجي للأسعار على مدار السنة، إلى جانب القدرة على تلبية الطلب بمجموع سلسلة الإنتاج، من رفع رقم المعاملات بنسبة 50 في المائة وزيادة الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك EBITDA بنسبة 94 في المائة؛ وذلك بفضل كفاءة وفعالية الإنتاج الذي ساهم في تعويض تأثير ارتفاع تكاليف المدخلات". وذكر التراب أن المجموعة "حققت نموا ملحوظا في رقم المعاملات بمجموع القطاعات سنة 2021 مدفوعا بارتفاع نسبته 57 في المائة في معاملات الأسمدة التي شكلت 61 في المائة من رقم المعاملات الإجمالي. كما ساهمت المنتجات المتخصصة بحصة مهمة في صادرات الأسمدة سنة 2021، وذلك بنسبة بلغت 34 في المائة ومن المتوقع أن تتواصل هذه الوتيرة سنة 2022". وذكر الرئيس المدير العام للمجموعة أن "المرونة التجارية والاقتصادية للمجموعة، باعتبارها إحدى المزايا الرئيسية، واصلت الاستجابة بفعالية لتطورات الطلب. وفي هذا الصدد، ومقارنة بمستويات ما قبل الجائحة سنة 2019، قمنا بإعادة توجيه صادرات أمريكاالشمالية نحو أمريكا الجنوبية وآسيا؛ وهو ما ساهم في تعزيز مكانتنا في هاتين السوقين الرئيسيتين، مع الحفاظ على حضورها القوي في إفريقيا وتطوير أسواق جديدة مثل أوقيانوسيا". كما تمكنت المجموعة، أضاف التراب ضمن تصريح نقله البلاغ الصحافي للنتائج المالية، من تخفيف تأثير ارتفاع تكاليف المدخلات بفضل الحجم والإمدادات المتنوعة على المدى البعيد؛ فقد ساهمت فعالية الإنتاج إلى جانب التحسين المتواصل على مستوى الخدمات اللوجيستيكية وتقليص التكاليف في رفع الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك إلى مستوى قياسي بلغت نسبته 43 في المائة، وهو ما يمثل ارتفاعا بحوالي 100 نقطة أساس مقارنة مع سنة 2020′′. وعبر التراب عن فخره ب"إعلان مجموعة OCP القيام باستثمارات مهمة في الابتكار والبحث والتطوير لملاءمة الإنتاج وتطوير تقنيات جديدة للاستغلال المنجمي تقوم على التحليل الرقمي وترشيد العمليات وكذا الرفع من الإنتاج إلى جانب استخدام مصادر الطاقة الخضراء". وذكر المسؤول ذاته أن هذه المبادرات ستمكن مجموعة OCP من خدمة الفلاح بشكل أفضل عبر منتجات وخدمات متخصصة، كما ستساهم في تسريع الجهود المرتبطة بخفض نسبة الكربون في أنشطة المجموعة؛ وهو ما يؤكد على التزامنا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2040′′. برنامج الماء والتنمية المستدامة أعلنت مجموعة OCP عن تسريع برنامج "الماء" عبر اعتماد إجراءات استثنائية في 2022، حيث سيتم اللجوء إلى وحدات متنقلة لتحلية المياه من أجل رفع قدراتها في هذا المجال وتلبية كافة حاجيات المياه على مستوى مواقع إنتاج الأسمدة في الجرف الأصفر وآسفي. كما أعلنت المجموعة أنها ستتوقف عن استخدام موارد المياه العذبة الطبيعية في مواقع إنتاج الأسمدة، حيث ستوجه حصص المياه لتعزيز الاستخدام المحلي لمياه الشرب في حوض أم الربيع، وستتيح الإجراءات المتخذة توفير مياه الشرب لمدينتي الجديدة وآسفي. وباعتبارها الوصي على أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم، قالت المجموعة إنها "تلعب دورا مركزيا في ضمان الأمن الغذائي العالمي، وهي مسؤولية جعلتها في صميم اهتماماتها". وفي هذا الصدد، واصلت المجموعة الاستثمار في التقنيات المتطورة لتحسين المردودية الفلاحية والانخراط لتحقيق الاستقلالية الفلاحية في إفريقيا، إلى جانب الحد من التأثيرات البيئية وتعزيز الرفاهية الاجتماعية. وتبرز ضمن إنجازات المجموعة في هذا المجال برسم السنة الماضية نجاحها في تلبية 30 في المائة من الاحتياجات المائية انطلاقا من مصادر غير تقليدية، بفضل برامج تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة. كما نجحت المجموعة في إنتاج 86 في المائة من احتياجات الكهرباء انطلاقا من التوليد المشترك للكهرباء والمصادر المتجددة؛ وإعادة تأهيل أكثر من 200 هكتار من الأراضي على مستوى موقعين منجميين، مع تهيئة وغرس 90 هكتارا. وقد جرى منح المجموعة تصنيف "Level Management" من طرف مشروع الكشف عن الكربون "CDP" عن تقريرها الأول، حيث أصبحت الراعي الرسمي لفريق العمل المعني بالإفصاحات المتعلقة بالمناخ "TFCD".