لا زالتْ ماليَّة 2014، تثيرُ أسئلةً حول قدرتها على تحقيق النمو الموعود فِي أرقامهَا، التِي يتفاءلُ إزاءها الرئيس المدير العام لمجموعة التجارِي وفا بنك، محمد الكتانِي، غير مستعبدٍ لرهان حكومة عبد الإله بنكيران على مالية 2014 من أجل بلوغ نمو يتخطَّى 4 بالمائة، حيث لمْ يستبعد أنْ تتراوح نسبته بين 4 وَ4.5 في المائة. "المغرب قادرٌ من خلال استراتيجيته القطاعية أنْ ينوع موارد خلق الثروة، إذْ لا يمكن أنْ يبقى بلدنا رهينًا بما تجود به السماء، أيْ الفلاحة، حتَّى وإنْ كان لها وزنٌ مهم". وعمَّا إذَا كان المغرب باديًا وكأنَّ لهُ اقتصادَين اثنين، واحدٌ دينامِي، مرتبط بمختلف المخططات الحكومية، والاستثمارات الأجنبيَّة، كما يبين عنْ ذلكَ ارتفاعُ الصادرات في مجال السيارات وصناعة الطيران، فيما يواجهُ الاقتصادُ الثانِي مصاعب جمَّة، كما هو الحالُ في صناعة التعدِين والبناء، أوضحَ الكتانِي في حوارٍ مع مجلةٍ "لوزِين نوفيل" الفرنسية، المختصَّة في شؤون الاقتصاد، إنَّ لدى الباطرونَا وعيًا بأهميَّة تحديث الصناعة وتأهيلها. المتحدث أوضحَ أنَّ هناك مقاولاتٍ كانتْ مبادرةً بشكل استباقِي، واستثمرت في تحديث أدواتها الإنتاجيَّة، واستطاعتْ أنْ تحققَ نتائج حسنة، فيما راجعتْ مقاولاتٌ أخرى أمورها لمجابهة المنافسة العالميَّة، ما دامَ المغربُ قد اختارَ سياسةَ تقومُ على الانفتاح وحرية المقاولة في اقتصادٍ معولم. وبالتالِي فإنَّ هناك مقاولاتٍ اغتنمت الفرصَة وأطلقتْ برامج تحديث، بمواكبةٍ من القطاع البنكِي، من بينها التجارِي وفا بنك، لكنْ هناك مقاولاتٌ أخرى لمْ تبادر وظلتْ تواجهُ مصاعب، ذلكَ قانون السوق ! وصلةً بِالمسؤُوليَّة التِي يتحملها البنكيُّون بالمغرب، فيما يمرُّ به قطاع البناء والأشغال العموميَّة من مصاعب، قالَ الكتانِي "باعتبارِي نائبًا للرئيس المنتدب لتجمع مهنيِّي الأبناك فِي المغرب، أؤكدُ لكم أنَّ جميع المشاريع العقاريَّة القادرة على الدفع، والمستجيبة للشروط، تحصلُ على تمويلٍ" مشددًا على أنَّ للأبناك شرُوطَهَا أيضًا، حيث إنَّ المنعشَ العقارِي الذِي يقدمُ مشروعًا بدون ضمانات كافيَة، لنْ يلقَى الترحيب، لكون البنوكُ أصبحتْ جدَّ صارمة في مقاربتها تمويل المشاريع. وبشأن ماليَّة 2014، قال الكتانِي إنَّ ما تم رصدهُ للاستثمار العمومِي لا يبعثُ على القلق، ويبقَى في مستوى مهم. في مجال البنى التحتيَة، وتشغيل المحطات الكهربائيَّة، إضافة إلى توسيع شبكة القطار الفائق السرعة. "أنا متفائل ب2014، لتكون سنة إقلاع، بحيث أنَّ اهتمام المستثمرِين الأجانب ببلادنا غدَا يتأكد أكثر فأكثر، عبر إرادتهم لتحويلِ المغرب إلى أرضيَّة للإنتاج، للسوق المحلية، ومن ثمة شمال إفريقيا، وإفريقيا الوسطى والغربية، وأوربَا، بكلٍّ تأكيد، للاستفادة من وضعنا المتقدم مع الاتحاد الأوربِي، كما ستنتعشُ منطقة التبادل الحر بين المغرب والولاياتِالمتحدة الأمريكيَّة تبعًا للزيارة التِي قامَ بهَا العاهلُ محمد السادس، مؤخرًا إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأمرِيكِي، باراك أوبامَا. وعن تضرر المغرب من ارتفاع المبادلات مع الولاياتالمتحدة، ومفاقمته العجز، قال كتانِي إنهُ يأمل أنْ يتغير المعطى بعد الزيارة الملكية، قائلًا إنَّ الوفد المغربِي عرض الأوراق الرابحة للمغرب، وفرص الاستثمار المتاحة به للأمريكيين، مما سمحَ بتوقيع للتجاري وفا بنك، بتوقيع بروتوكولين اثنين، يهدفان إلى دعم التجارة الخارجيَّة واستثمار المقاولات الأمريكية. إلى ذلك، قال الكتانِي إنَّ حضور مؤسسته في عدة دول إفريقيَّة كالغابون والسينغال والكاميرون، حققَ نجاحًا كبيرا. "نحنُ راضون عن استراتيجيتنا في إفريقيا جنوب الصحراء، حيثُ يحضر التجارِي وفا بنك في 14 بلدًا، فبين زبنائنا البالغ عددهم 6.5 مليون في المجمل، 3.8 من جنوب الصحراء". مؤكدًا أنَّ تطور البنوك المغربيَّة في إفريقيا، أسهلُ قياسًا بتطور البنوك الغربيَّة.