يصفها الكثيرون بأيقونة حقوق الإنسان بالمغرب، بفضل ما راكمته في جُعبتها من نضالات حقوقية على أرض الواقع، فهي لم تهنأ بالنضال كما يمارسه "مناضلو" المكاتب المكيفة والكراسي الدافئة، بل تحرص على دفع نفسها في غمرة الاحتجاجات بالشوارع. خديجة الرياضي، 53 عاما ومهندسة الإحصاء والاقتصاد التطبيقي، تشربت "النضال" الحقوقي منذ سنوات عديدة، ما جعلها وجها مألوفا جدا في الوقفات والتظاهرات الاحتجاجية، كما لمع نجمها خاصة في الحراك الذي دشنته حركة 20 فبراير، وهي الحركة التي لم تتردد خديجة في إهداء معتقليها جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان 2013 التي حصلت عليها أخيرا. وسجلت الناشطة الحقوقية، ذات الأصول الأمازيغية، بحصولها على هذه الجائزة الأممية، اسمها بمداد من الفخر والاعتزاز، إلى جانب قائمة من الشخصيات العالمية التي سبق لها أن حازت على ذات الجائزة التي تمنحها الأممالمتحدة مرة كل خمس سنوات، من قبيل الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وداعية حقوق الإنسان الأمريكي مارتن لوثور كينغ، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وغيرهم. ولعل ما وسم مسيرة خديجة الرياضي طيلة مشوارها الحقوقي، المُتوج أخيرا من طرف أحد أكبر المنظمات الدولية، أنها لا تمضغ الكلمات في فمها، ولم يسبق لها أن مارست لغة الخشب، كما أنها لم تُهادن يوما سلطات بلدها. ولعل كل ما سبق وغيره كاف ليجعل خديجة الرياضي، التي ترأست لسنوات أحد أكبر الجمعيات الحقوقية بالبلاد، ترتاد نادي "الطالعين" في هسبريس، هذا الأسبوع، بسهولة ويسر، ودونما كبير عناء، كالذي قاسته ولا تزال في دفاعاتها المستميتة من أجل الدفع بوضعية حقوق الإنسان بالمغرب إلى الأمام.