استعادت العاصمة البريطانية، لقبها التاريخي "عاصمة الضباب" وذلك بعدما حرمت منه لشهور عديدة. وغطت كثبان كثيفة من الضباب، منذ الساعات الأولى لنهار الأربعاء، سماء لندن، إلى درجة تعذر معها الرؤية لمسافة قريبة. وبالرغم من توقعات مصالح الأرصاد الجوية، عن تحسن ملحوظ في حالة الطقس، بحلول الساعة العاشرة صباحا، فإن واقع الحال يدل على أن شوق الضباب لأجواء العاصمة البريطانية جعله يجثم على صدرها حتى إشعار آخر. وحذرت ذات المصالح من أن موجة الضباب الكثيف التي تجتاح جنوببريطانيا قد تتسبب في عرقلة حركة السير البري والملاحة الجوية والبحرية، خاصة في ظل تعذر الرؤية لمسافة تزيد عن الخمسين مترا. وفي مقابل سعادة المقيمين بلندن، باستعادة عاصمتهم لقبها الأثير والمحبب، فإن شركات الطيران والمسافرين، لا ينظرون بعين الرضا لهذا الزائر "ثقيل الظل". وأشارت وسائل الإعلام البريطانية، في هذا السياق، إلى اضطراب ملحوظ في حركة الطيران بالعاصمة البريطانية، بعد إلغاء أزيد من ثمانين رحلة جوية بمطاري (هيثرو) و(سيتي)، إلى جانب تأخير رحلات أخرى. وأعلنت سلطات مطار (هيثرو)، الذي يعد أحد أكبر مطارات العالم من حيث حركة المسافرين، عن إلغاء أزيد من ستين رحلة جوية وتأخير عشرات أخرى. وقالت متحدثة باسم سلطات (هيثرو) إن المطار الذي يشهد نحو 1300 رحلة يوميا اضطر إلى إلغاء بعض الرحلات من أجل تمكين سلطات المراقبة من التعامل مع الوضع بشكل أفضل. ومن جانبه، يعيش مطار (لندن سيتي) حالة من الشلل، يتعذر معها الإقلاع أو الهبوط في مدرجاته. وأشارت سلطات المطار في هذا السياق إلى إلغاء عشرين رحلة كانت ستقلع من مدرجاته، وإلغاء وتأخير وإعادة توجيه أربعين طائرة كانت ستحط فيه. وبمطار (ساوثتامبتون)، تم إلغاء ست رحلات وتأخير 18 أخرى، إلى جانب عدم قدرة العديد من الطائرات على الهبوط به، فيما تم تحويل أربع رحلات أخرى، ليلة الثلاثاء الأربعاء نحو مطار بورنموث.