ككرةٍ الثلج يستمرُّ تصِعِيد الأساتذة هذَا الشهر، فبعد ثلاثة أسابِيع من دخول الأساتذة المجازين، المعلنين عن أنفسهم ك"مقصيِّين من الترقيَة"، إضرابًا مفتوحًا ينذرُون به وزارة التربية الوطنية بعدم العودة نحو المؤسسات إلى حين تحقيقِ مطالبهمْ، تشرعُ التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي حاملي الإجازة فِي خوضِ إضرابٍ، على مدَى ثلاثة أيَّامٍ، اعتبارًا من يومِ غدٍ الثلاثاء، يتضمنُ وقفةً احتجاجيَّة أمام مقر وزارة التربية بباب الرواح. التنسيقيَّة المضربَة نددتْ فِي بيانٍ لها ب "التعنيف النفسي والجسدي"، والاعتقال التعسفي للأساتذة المجازين وحاملي الماستر، داعيةً إلى إقرار "مصالحة وطنية" شاملة بجبر الضرر لضحايا الأنظمة الأساسية (1985-2003). ومشددةً على ضرورة وضع نظام أساسي يلبِي طموح الارتقاء الوظيفي والاجتماعي، وذلكَ برفضِ توحيد المسار المهني. الذِي اعتبروه أداةً للتثبيت في المنصب مدى الحياة، وتوفير المناصب المريحة لمن وصفوهم بالمحظوظين والمفسدين. في سياقٍ ذِي صلة، طالبتْ التنسيقيَّة بإنصاف جميع الفئات المتضررة من المراسيم والمذكرات، للحد من الاحتقان والاحتجاجات التي يعرفها القطاع. مع ضرورة تقصي حقيقة إسناد المناصب والترقيات وطبيعة الشواهد المعتمدة وجميع الحركيات الوظيفية، داخل القطاع وخارجها، وكذا المعايير المعتمدة في ذلك، إقرارا للفقرة 8 من الفصل 31 من الدستور والفصل 1 من قانون الوظيفة العمومية. التنسيقيَّة نفسها، طالبتْ بترقية جميع أفواج الأساتذة المجازين إلى السلم العاشر، بصورة مبدئيَّة، وضمان الحق في تغيير الإطار بناء على شهادة الإجازة، دون قيد أو شرط، سواء من تاريخ الترسيم أو تاريخ الحصول عليها مع الاحتفاظ بالأقدمية في الرتبة والدرجة. عملا بما قال البيان إنهُ حق في الارتقاء الوظيفي والاجتماعي، خاصة في ظل الخصاص المهول. إلى ذلك، نادَى المضربون باسترجاع السنوات التي قالُوا إنها قرصنتْ منهم ماديا وإداريا، وما يترتب عنها من ترقيات ومناصب باحتساب النقط والأقدمية. فضلًا عن تثبيت الأساتذة المكلفين خارج سلكهم الأصلي في مناصبهم، مع احتساب سنوات التكليف في الأقدمية والدرجة عند الإدماج. وكذَا فتح مباراة التبريز وَدرجة خارج السلم لأساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي. مردفين أنهُ من العبث حرمان المدرس من تنمية قدراته المعرفية خاصة في ميدان التربية. من جهته، قال ، المنسق الإعلامِي إنَّ التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي حاملي الإجازة، مصطفَى الرقي، في تصريحٍ لهسبريس، إنَّ الإضراب لثلاثة أيامٍ، خطوةٌ اضطرَّ إليها الأساتذة، بعدما صمت الوزارة الوصيَّة آذانها عن سماعهم، مضيفًا أنَّ الأساتذة يتحسرُون على ضياع التلامِيذ، لكنهم باتُوا مرغمين على أن يعتمدُوا تلك الصيغة من أجل تحقيق مطالبهم.