على غرارِ مصرعِ المهاجر السينغالِي موسى سِيك، فِي أكتوبر الماضِي بطنجة، عقبَ سقوطه من الطابق الرابع في مداهمة أمنيَّة، لقيَ مهاجرٌ كاميرونِي حتفه في المدينة بعدما سقط من شرفة شقّة، ليخلف مصرعهُ توترًا أججه غضبُ عددٍ من مهاجرِين دول جنوب الصحراء الكبرى اتهمُوا قوات الأمن بدفعه والتسبب في مقتله. ووفقًا لشهود عيانٍ فإنَّ المهاجرين عمدوا، بعد مغادرة عناصر الأمن للمكان، إلى حمل جثمان الضحية البالغ قيد حياته 24 سنة، وانطلقوا في مسيرة غاضبة صوبَ وسط المدينة، ما حدَا بالأمن إلى اعتراض سبيلهم، بعدما تعزيز مدار مسنانة، فيما كانُوا شعاراتٍ من قبيل "police assassin..mekhzen assassin". وفِي ظلِّ تملك الغضب بلذِين ساءَهم أنْ يلقي رفيقهم الشاب مصرعه في المداهمة، تطورت المسيرةُ إلى مناوشات مع بعض الفتية في حي مسنانة، رشقوا المحتجين بالحجارة، قبل أنْ تنفلت الأمُور، وتفضي موجة الغضب إلى تهشيم نوافذ العديد من السيارات، وذعرًا وسط السكان، سيما وأنَّ مهاجرين كثرًا كانُوا مدججين بالأسلحة البيضَاء والهراوات والأحجار. في المقابل، قدَّمت شرطة طنجة روايتها للأحداث، أفادت عبرها أن عنصرين من القوات العمومية أصيبا بجروح، الأربعاء، خلال عملية إخلاء جثة شخص كانت ملقاة على الطريق العمومية، وذلك بعدما حاول بعض المرشحين للهجرة غير الشرعية إعاقتها واستغلال الحادث بتنظيم مسيرة على شكل موكب جنائزي. الجهة نفسها أوضحت أنَّ الوقاية المدنية انتقلتْ إلى الحيِّ الذِي شهد التوتر، بعد تلقيها اتصالات بصوت أنثوي يخبر بعملية التخلص من جثة شخص ملقى على الطريق العمومي، بحي العرفان الواقع بالمدار الحضري طنجة،بوخالف، وذلك في سيارة إسعاف توجهتْ على وجه السرعة إلى المكان.. بيدَ أنَّ عناصر الوقاية المدنية لم تتمكن من إخلاء جثة الهالك، حسب السلطات، على إثر اعتراض المهاجرين الأفارقة، الذين ألقوْا الحجارة على العناصر، وتحلقًوا حول الجثة. واستمر حجز الجثة من قبل المهاجرين غير النظاميّين إلى أنْ وصلت القوات العمومية للمكان، بعدها تمت استعادتها كيْ تنقل إلى مستودع الأموات.. وتؤكد السلطات أنَّ عنصرين من القوات العمومية أصيبا بجروح، فيمَا تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة من أجل تحديد ملابسات الوفاة التِي كادتْ أن تتطور إلى انفلاتٍ أمنِي.