إذا كان مغرب الألفيةالثالثة قد عرف خطابات من قبيل مغرب الخير والنماء , مغرب التقدم ,الدولة الحداثية والديموقراطية ...فإن كل ذلك لم يغير من الواقع المعاش , ومن طبيعة سياسية واجتماعية وثقاقية تتسم بالفراغ , وبسيطرة الفكر المحزني عليها سلوكا وممارسة . "" والمثير أن "المخزن" قد حاول, كشبكة معقدة من السلط وأشكال ونظم الحكم القيام بمبادرات من أجل تجميل صورته دون فقدان مواقعه ومكانتهوهيبته , ما يجعل هذه الكتلة مصابة بحالة" سيكزوفرينيا إرادية" قاتلة , تؤثر سلبا على القاعدة الشعبية في مسيرتها الحياتية المتعثرة والفاقدة لكل ما يمث للكرامة والإنصاف والعدالة والمساواة بصلة أم رابطة , ماعدا رابطة المحسوبية والزبونية وغلبة الفكر المخزني الأحادي عليها . وإن ما يجعلنا دائما نبقى متشبتين بأفكارنا وقناعاتنا كون الواقع والممارسة والاحتكاك المباشر لا يدحضانها بقدر ما يؤكدانها, ففي الوقت الذي أنشأت فيه هيئة المصالحة والإنصاف خال الكثير بأن المخزن سيقطع مع الماضي قطعا مبينا بسلوكياته المشينة وجرائمه في حق المعارضين والذين أبادهم وتجاوز ذلك لإبادة مدن وقرى بأكملها لازالت تحت وطأة الفقر والتهميش , حيث جحيم المعتقلات السرية والمقابر الجماعية ... وقد كنا نظن بأن "المخزن" قد تاب, إلا أنه يأبى إلا أن يعيد تكرار المأساة بنفس طرق و أساليب الماضي الإرهابية من تعذيب وقمع وإختطاف وإفساد وطن يسعون لشخصنته , ويجعلون منه مغربا للامتيازات والفئوية والرشوة والمحسوبية والزبونية والجهل والأمية والفقر والتهميش والتيئيس والتبئيس ... فالعدو الآني هو "إرهاب المخزن" المتعامل مع المواطن بمنطق التعالي والتبخيس ونظرية الإرعاء, وإن كانالمخزن يدعي الديموقراطية القائمة على أساس احترام الإرادة الشعبية , فليترك لها أن تتخد قرارها, وسنرى حينها كيف سيدخلالمخزن مزبلة التاريخمن أوسع أبوابها!!! [email protected]